بما ضيَّع من طاعة الله، فينتحب حتى تسقط حدقتاه على وجنتيه، وكلُّ واحد منهما فرسخ في فرسخ، ثم يُعَيَّر ويُخزى، حتى يقول: يا ربِّ، ابعثني إلى النار، وارحمني مِن مقامي هذا. وذلك قوله:{أنّه من يُحادد الله ورسوله فأنّ له نار جهنَّم} إلى قوله: {العظيمُ}(١). (٧/ ٤٢٤)
٣٢٩٠٥ - قال مقاتل بن سليمان:{فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فِيها} لا يموت، {ذَلِكَ} العذاب {الخِزْيُ العَظِيمُ}(٢). (ز)
٣٢٩٠٦ - قال مقاتل بن سليمان:{يَحْذَرُ المُنافِقُونَ} نزلت في الجُلاسِ بن سويد، وسِماك بن عمر، ووداعة بن ثابت، والمَخْشِيُّ بن حُمَيِّرٍ الأشجعى، وذلك أنّ المخشي قال لهم: واللهِ، لا أدري أنِّي أشرُّ خليقة الله، واللهِ، لوددت أنِّي جُلِدت مائةَ جلدة وأنّه لا ينزل فينا ما يفضحنا. فنزل:{يَحْذَرُ المُنافِقُونَ أنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ}(٣). (ز)
[تفسير الآية]
٣٢٩٠٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله:{يحذرُ المنافقونَ أن تنزَّل عليهم سورةٌ تنبئهم بما في قُلُوبهم}، قال: يقولون القول فيما بينهم، ثم يقولون: عسى الله أن لا يُفِشَي علينا هذا (٤)[٢٩٨٧]. (٧/ ٤٢٤)
[٢٩٨٧] قال ابنُ عطية (٤/ ٣٥٤): «قوله: {يَحْذَرُ} خبرٌ عن حال قلوبهم، وحِذْرهم إنما هو أن تتلى سورة، ومعتقدهم -هل تنزل أم لا- ليس بنصٍّ في الآية، لكنه ظاهر، فإن حُمِل على مقتضى نفاقهم واعتقادهم أنّ ذلك ليس من عند الله فوجهٌ بَيِّن، وإن قيل: إنهم يعتقدون نزول ذلك مِن عند الله وهم ينافقون مع ذلك فهذا كفر عناد. وقال الزجّاج وبعض من ذهب إلى التحرز من هذا الاحتمال: معنى {يحذر}: الأمر وإن كان لفظه لفظ الخبر كأنه يقول: ليحذر». ثم ساق (٤/ ٣٥٥) ما جاء من قول المنافقين: لعل الله لا يفشي سرنا. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا يقتضي كفر العناد الذي قلناه».