للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٨١٢١ - قال مقاتل بن سليمان: قوله تعالى: {النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا} وذلك أنّ أرواح آل فرعون ورُوحَ كل كافر تُعرَض على منازلها كل يوم مرتين؛ غُدوًّا وعشيًّا، ما دامت الدنيا. ثم أخبر بمستقرّهم في الآخرة، فقال: {ويَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ} يعني: القيامة، يقال: {أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ} يعني: أشد عذاب المشركين (١). (ز)

٦٨١٢٢ - عن الأوزاعي -من طريق حماد بن محمد الفزاري البلخي- أنّه سأله رجلٌ: يا أبا عمرو، إنّا نرى طيرًا سودًا تخرج مِن البحر فَوْجًا فَوْجًا، لا يعلم عددُها إلا الله، فإذا كان العشيّ عاد مثلها بِيضًا. قال: وفطِنتم لذلك؟ قالوا: نَعم. قال: تلك في حواصلها أرواحُ آل فرعون، يُعرضون عليها غُدوًّا وعشيًّا، فترجع وُكُورَها وقد احترقت رِياشُها وصارت سوداء، فيَنبُت عليها ريش أبيض، وتتناثر السُّود، ثم تُعرض على النار، ثم ترجع إلى وُكورها، فذلك دأْبهم في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قال الله: {أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ}. قال: وكانوا يقولون: إنهم ستمائة ألف مقاتل (٢) [٥٦٩٩]. (١٣/ ٤٥)

{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)}

[قراءات]

٦٨١٢٣ - عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {أدْخِلُواْ آلَ فِرْعَوْنَ


[٥٦٩٩] اختُلف في المراد بقوله: {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا} على قولين: الأول: تُجعل أرواحهم في قبورهم في أجواف طير سُود، وتُعرض على النار كل يوم مرتين إلى أن تقوم الساعة. الثاني: يُعرضون في قبورهم على منازلهم في النار تعذيبًا لهم غُدوًّا وعشيًّا.
ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ٣٣٩) عدم القطع بأحدهما مع إمكان جوازهما، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إنّ الله أخبر أنّ آل فرعون يُعرَضون على النار غُدوًّا وعشيًّا. وجائز أن يكون ذلك العرْض على النار على نحو ما ذكرناه عن الهُزيْل بن شُرحْبيل ومَن قال مثل قوله، وأن يكون كما قال قتادة، ولا خبر يوجب الحُجَّة بأن ذلك المعني به؛ فلا قول في ذلك إلا ما دل عليه ظاهر القرآن، وهم أنهم يعرضون على النار غُدوًّا وعشيًّا».

<<  <  ج: ص:  >  >>