للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نظيرها: {وكانَتْ مِنَ القانِتِينَ} [التحريم: ١٢] يعني: من المطيعين، وكقوله سبحانه: {إنَّ إبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا} [النحل: ١٢٠] يعني: مطيعًا، وكقوله سبحانه: {قانِتاتٌ} [النساء: ٣٤] يعني: مطيعات. وذلك أنّ أهْل الأوثان يقومون في صلاتهم عاصين، قال الله: قوموا أنتم مطيعين (١). (ز)

٩٦١٨ - عن سعيد بن عبد العزيز، قال: القنوتُ: طاعةُ الله. يقول الله -تعالى ذِكْرُه-: {وقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ}: مطيعين (٢) [٩٢٤]. (ز)

٩٦١٩ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في الآية، قال: إذا قمتم في الصلاة فاسكتوا، لا تكَلَّموا أحدًا حتى تفرغوا منها، والقانتُ: المصلِّي الذي لا يتكلَّم (٣). (٣/ ٩٧)

[آثار متعلقة بالآية]

٩٦٢٠ - عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضلُ الصلاةِ طولُ القنوتِ» (٤). (٣/ ٩٨)


[٩٢٤] اختُلف في معنى {قانتين}؛ فقال قوم: معناه: طائعين. وقال آخرون: معناه: ساكتين. وقال غيرهم: معناه: الركود في الصلاة، والخشوع فيها. وذهب قوم إلى أنها: الدعاء.
ورَجَّح ابنُ جرير (٤/ ٣٨٣ بتصرف) القول الأول الذي قاله ابن عباس، والحسن ابن أبي الحسن، والشعبي، وجابر بن زيد، وعطاء، وسعيد بن جبير، والضحاك، وسعيد، وقتادة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وعطية، وطاووس، مستندًا إلى اللغة، فقال: «وذلك أنّ أصل القنوت: الطاعة. وقد تكون الطاعة لله في الصلاة بالسكوت عما نهاه الله من الكلام فيها، وقد تكون الطاعة لله فيها بالخشوع، وخفض الجناح، وإطالة القيام، وبالدعاء؛ لأنّ كُلًّا غير خارج مِن أحد معنيين من أن يكون مما أمر به المصلي، أو مما نُدِب إليه، والعبد بكل ذلك لله مطيع، وهو لربه فيه قانت، والقنوت أصله: الطاعة لله، ثم يُسْتَعمل في كل ما أطاع الله به العبد».
ووجَّهه (٤/ ٣٧٥)، فقال: «ومعنى ذلك [أي: تأويل القنوت بالطاعة]: وقوموا لله في صلاتكم مطيعين له فيما أمركم به فيها، ونهاكم عنه».

<<  <  ج: ص:  >  >>