{إذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}[الأعراف: ٢٠٤]، فقرأ ونَصَتُوا، ثم نزل:{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}. قال القرظي: كلُّ شيء ذُكِر من القنوت في القرآن فهي الطاعة إلا واحدة، وهي تصير إلى الطاعة، قول الله:{والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}، وهي -يا هذا-: ساكتين (١). (ز)
٩٦١٣ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قوله:{وقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ}، يقول: مطيعين (٢). (ز)
٩٦١٤ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {وقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ}، قال: القنوت في هذه الآية: السكوتُ (٣)[٩٢٣]. (ز)
٩٦١٥ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله:{وقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ}، قال: القنوتُ: الركودُ (٤). (ز)
٩٦١٦ - عن الكلبي: لكلِّ أهل دين صلاةٌ يقومون فيها عاصِين، فقوموا أنتم لله في صلاتكم مطيعين (٥). (ز)
٩٦١٧ - قال مقاتل بن سليمان:{وقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ} في صلاتكم، يعني: مطيعين.
[٩٢٣] وجَّه ابنُ جرير (٤/ ٣٨٣ بتصرف) هذا القول الذي قاله ابن مسعود، وزيد بن أرقم، والسدي، وابن زيد، وعكرمة، بقوله: «أصل القنوت: الطاعة. وقد تكون الطاعة لله في الصلاة بالسكوت عما نهاه الله من الكلام فيها، ولذلك وجَّه مَن وجَّه تأويلَ القنوت في هذا الموضع إلى السكوت في الصلاة أحد المعاني التي فرضها الله على عباده فيها، إلا عن قراءة قرآن، أو ذكر له بما هو أهله. ومما يدل على أنهم قالوا ذلك كما وصفنا قولُ النخعي ومجاهد الذي حدثنا به أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: عن إبراهيم ومجاهد، قالا: كانوا يتكلمون في الصلاة، يأمر أحدهم أخاه بالحاجة، فنزلت: {وقوموا لله قانتين}. قال: فقطعوا الكلام. والقنوت: السكوت. والقنوت: الطاعة. فجعل إبراهيم ومجاهد القنوت سكوتًا في طاعة الله على ما قلنا في ذلك من التأويل».