وانتقد ابنُ عطية (٧/ ٤٦٩ - ٤٧٠) قول ابن جرير -مستندًا إلى اللغة، والدلالة العقلية-، فقال: «وأما الطبري فقال: الضمير في قوله: {ومن خلفهم} عائد على الرسل، والضمير في قوله: {من بين أيديهم} على الأمم، وتابعه الثعلبي، وهذا غير قويّ؛ لأنه يفرّق الضمائر، ويشعّب المعنى». ورجَّح عودَ الضمير في قوله: {من بين أيديهم} على مَن تقدّم مِن الرسل في الزمن، واتصلت نذارتهم إلى أعمار عاد وثمود، وبهذا الاتصال قامت الحجة. ورجَّح عودَ الضمير في قوله: {من خلفهم} على مَن جاءهم مِن الرسل بعد اكتمال أعمارهم وبعد تقدّم وجودهم في الزمن، ثم قال: «وجاء مِن مجموع العبارة إقامة الحجة عليهم في أن الرسالة والنذارة عمّتهم خبرًا ومباشرة، ولا يتوجه أن يُجعل {ومن خلفهم} عبارة عما أتى بعدهم في الزمن؛ لأن ذلك لا يلحقهم منه تقصير».