للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)}

٦٨٣٩٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {أنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ}، يقول: أنذرتكم وقِيعَةً مثل وقِيعَةِ عاد وثمود (١). (١٣/ ٩٦)

٦٨٣٩٩ - عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- {صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ}، قال: عذاب مثل عذاب عاد وثمود (٢). (ز)

٦٨٤٠٠ - عن محمد بن السّائِب الكلبي، قال: كل شيء في القرآن {صاعِقَةً} فهو عذاب (٣). (١٣/ ٩٦)

٦٨٤٠١ - قال مقاتل بن سليمان: {فَإنْ أعْرَضُوا} عن الإيمان، يعني: التوحيد {فَقُلْ أنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً} في الدنيا {مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ} يقول: مثل عذاب عاد وثمود. وإنما خَصَّ عادًا وثمود مِن بين الأمم لأنّ كفّار مكة قد عاينوا هلاكهم باليمن والحجر. كلُّ مَن يموت مِن عذاب، أو سَقَم، أو قتْل فهو مصعوق (٤). (ز)

{إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (١٤)}

٦٨٤٠٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قوله: {فَإنْ أعْرَضُوا فَقُلْ أنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ إذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ ومِن خَلْفِهِمْ}، قال: الرسل التي كانت قبل هود، والرسل الذين كانوا بعده، بعث الله قبله رسلًا، وبعث مِن بعده رسلًا (٥) [٥٧٤٠]. (ز)


[٥٧٤٠] قال ابنُ جرير (٢٠/ ٣٩٥ - ٣٩٦): «وعني بقوله: {من بين أيديهم}: الرسل التي أتت إلى الذين هلكوا بالصاعقة من هاتين الأمتين. وعني بقوله: {ومن خلفهم}: من خلف الرسل الذين بُعثوا إلى آبائهم رسلًا إليهم، وذلك أنّ الله بعث إلى عاد هودًا، فكذّبوه مِن بعد رسلٍ قد كانت تقدّمته إلى آبائهم أيضًا، فكذّبوهم، فأُهلكوا». ثم استشهد لقوله بقول ابن عباس.
وانتقد ابنُ عطية (٧/ ٤٦٩ - ٤٧٠) قول ابن جرير -مستندًا إلى اللغة، والدلالة العقلية-، فقال: «وأما الطبري فقال: الضمير في قوله: {ومن خلفهم} عائد على الرسل، والضمير في قوله: {من بين أيديهم} على الأمم، وتابعه الثعلبي، وهذا غير قويّ؛ لأنه يفرّق الضمائر، ويشعّب المعنى».
ورجَّح عودَ الضمير في قوله: {من بين أيديهم} على مَن تقدّم مِن الرسل في الزمن، واتصلت نذارتهم إلى أعمار عاد وثمود، وبهذا الاتصال قامت الحجة. ورجَّح عودَ الضمير في قوله: {من خلفهم} على مَن جاءهم مِن الرسل بعد اكتمال أعمارهم وبعد تقدّم وجودهم في الزمن، ثم قال: «وجاء مِن مجموع العبارة إقامة الحجة عليهم في أن الرسالة والنذارة عمّتهم خبرًا ومباشرة، ولا يتوجه أن يُجعل {ومن خلفهم} عبارة عما أتى بعدهم في الزمن؛ لأن ذلك لا يلحقهم منه تقصير».

<<  <  ج: ص:  >  >>