[٤٩١٣] اختلف القراء في قراءة قوله تعالى: {وكُلٌّ أتَوْهُ داخِرِينَ} على وجهين: الأول: بمدّ الألف مِن {أتوه} على مثال: فاعِلُوه، هكذا: «آتُوهُ». وهي قراءة عامة قُرّاء الأمصار. والثاني: بفتح الهمزة بلا مدّ، هكذا {أتَوْهُ}. وهي قراءة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -، واتبعه على القراءة به المتأخرون: الأعمش، وحمزة، وحفص، وخلف العاشر. وبَيَّنَ ابنُ جرير (١٨/ ١٣٧) أنّ كلتا القراءتين صواب، فقال: «الصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مستفيضتان في قرأَة الأمصار، ومتقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب». وبَيَّنَ علّة قراءة الجمهور، فقال: «اعتلَّ الذين قرءوا ذلك على مثال» فاعلوه «بإجماع القراء على قوله: {وكلهم آتيه} [مريم: ٩٥] قالوا: فكذلك قوله: «آتُوهُ»، في الجمع»، ووجَّهَ قراءة عبد الله بن مسعود، بقوله: «أما الذين قرءوا على قراءة عبد الله، فإنهم ردوه على قوله: {ففزع}، كأنهم وجهوا معنى الكلام إلى: ويوم ينفخ في الصور ففزع مَن في السماوات ومَن في الأرض، وأتوه كلهم داخرين، كما يقال في الكلام: رآني ففَرَّ، وعاد وهو صاغر».