للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١)}

٨٢٧٠١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشى ويَتَجَنَّبُها الأَشْقى}، قال: واللهِ، ما خشي اللهَ عبدٌ قطّ إلا ذَكَّره، ولا يتنكّب عبدٌ هذا الذِّكْر زُهدًا فيه وبُغضًا لأهله إلا شَقيٌّ بَيِّنُ الشقاء (١) [٧١٣٣]. (١٥/ ٣٦٨)

٨٢٧٠٢ - قال مقاتل بن سليمان: {سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشى} سيوحّد الله مَن يخشاه، ومَن يخشاه غفر له ولم يؤاخذه، {ويَتَجَنَّبُها الأَشْقى} ويتهاون بها -يعني: بالتوحيد- الأشقى (٢). (ز)

{الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (١٢) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (١٣)}

٨٢٧٠٣ - قال مقاتل بن سليمان: {الَّذِي} قد سبق عِلْمُ الله فيه بالشقاء {الذي يَصْلى النّارَ الكُبْرى} وهي نار جهنم، {ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها ولا يَحْيى} لا يموت في النار فيستريح، ولا يحيا حياة طيّبة، ولكنه في بلاء ما دام في النار، يأتيه الموت مِن كلّ مكان وما هو بميت، ويحترق كلّ يوم سبع مرات، ثم يُعاد إلى العذاب ليس له طعام إلا مِن لحمه، فذلك قوله: {ولا طَعامٌ إلّا مِن غِسْلِينٍ} [الحاقة: ٣٦]، يأكل النار وتأكله وهو في النار، لباسه النار، وعلى رأسه نار، وفي عُنقه نار، وفي كلّ مفصل منه سبعة ألوان من ألوان العذاب، لا يُرحم أبدًا، ولا يَشبع أبدًا، ولا يموت أبدًا، ولا يعيش معيشة طيّبة أبدًا، الله عليه غضبان، والملائكة غضاب، وجهنم غضبانة (٣) [٧١٣٤]. (ز)


[٧١٣٣] لم يذكر ابنُ جرير (٢٤/ ٣١٧) في معنى الآية سوى قول قتادة.
[٧١٣٤] نقل ابنُ عطية (٨/ ٥٩٣) أقوالًا في معنى: {النار الكبرى}، فقال: «قال الحسن: {النّارَ الكُبْرى}: نار الآخرة، والصُّغرى: نار الدنيا. وقال بعض المفسرين: إنّ جميع نار الآخرة وإن كانت شديدة فهي تتفاضل، ففيها شيء أكبر من شيء. وقال الفراء: الكُبْرى هي السُّفلى مِن أطباق النار».

<<  <  ج: ص:  >  >>