للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثالث: عن قتادة (ت: ١١٧ هـ) أنها كلها نزلت في مسيلمة.

وورد عن ابن عباس (ت: ٦٨ هـ) قول رابع، قال: "زعم أنه لو شاء لقال مثله، يعني: الشعر" (١).

وهذه الأقوال كلها محتملة، وهي من اختلاف التنوع، من باب الأمثلة للمعنى العام المقول في الآية، فكل من زعم مثل هذه المزاعم، فإنه يدخل في معنى الآية.

ثانيًا: ما يحكونه من أسباب النزول غير الصريحة:

هذا النوع قسيم لأسباب النزول الصريحة، وهذا هو الأغلب في صيغ النزول، ويكثر بها حكاية نزوله في أعيان أو طوائف، والأغلب عليها أنها من باب الاجتهاد، وليست من باب السبب المباشر إلا إذا ظهر ما يدل على ذلك.

وكثيرًا ما تكون الصيغة الواردة في ذلك: "نزلت في كذا"، سواءً أكانت في موضوع معين، أم في رجل، أم في طائفة.

وهذه الصيغة يجعلها البخاري (ت: ٢٥٦ هـ) في التفسير المسند (أي: في حكم المرفوع إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-)، لذا يوردها بالإسناد خلافًا لغيرها من التفسيرات الموقوفة على الصحابة التي يعلقها عنهم، ولا يورد فيها السند.

قال البخاري (ت: ٢٥٦ هـ): "باب قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: ١].

قال ابن عباس: الأنفال: المغانم.

قال قتادة: {رِيحُكُمْ} [الأنفال: ٤٦]: الْحَرْبُ. يقال: نافلة: عطية.

حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا سعيد بن سليمان، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟

قال: نزلت في بدر" (٢).

في هذا المثال تجده علق تفسير الأنفال بالغنائم على ابن عباس (ت: ٦٨ هـ)، ولم


(١) تنظر الروايات في: تفسير الطبري، ط. الحلبي ٧/ ٢٧٣ - ٢٧٤.
وينظر مثال في: تفسير الطبري، ط. الحلبي ١٠/ ٢١١.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه، باب {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} من سورة الأنفال، برقم (٤٦٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>