وقد رجّح ابنُ جرير (١٥/ ١٢٢) مستندًا إلى السياق عود الضمير من قوله: {من قبله} على القرآن، وأنه هو الذي يتلى عليهم، وعلل ذلك بقوله: «وإنما قلنا: عنى بقوله: {إذا يتلى عليهم} القرآن؛ لأنه في سياق ذكر القرآن، لم يَجْرِ لغيره من الكتب ذِكْرٌ فيصرف الكلام إليه، ولذلك جعلت الهاء التي في قوله: {من قبله} مِن ذكر القرآن؛ لأن الكلام بذكره جرى قبله، وذلك قوله: {وقرآنا فرقناه} وما بعده في سياق الخبر عنه، فلذلك وجبت صحة ما قلنا؛ إذ لم يأت بخلاف ما قلنا فيه حجة يجب التسليم لها». [٣٩٤٥] وجّه ابنُ عطية (٥/ ٥٥٦) قول ابن عباس، فقال: «وقوله: {لِلْأَذْقانِ} أي: لناحيتها، وهذا كما تقول: تساقط لليد والفم، أي: لناحيتهما، وعليهما قال ابن عباس: المعنى للوجوه».