ورجَّح ابنُ جرير (١٣/ ٢٢٠) مستندًا إلى السياق القولَ الأول الذي قاله قتادة، وشيبة، وابن إسحاق، فقال: «لأنّ ذلك عقيب قوله: {اجعلني على خزائن الأرض}، ومسألته الملكِ استكفاءَه خزائن الأرض، فكان إعلامُه بأنّ عنده خبرة في ذلك وكفايته إياه أشبه من إعلامه حفظه الحساب، ومعرفته بالألسن». وذكر ابنُ عطية (٥/ ١٠٨) أنّ {حفيظ عليم} صفتان تَعُمُّ وجوه التثقيف والحيطة، لا خلل معهما لعامل. وانتقد ما جاء في هذه الأقوال من تخصيص، مستندًا لدلالة العموم، فقال: «وهذا كله تخصيص لا وجه له، وإنّما أراد باتصافه أن يعرف الملك بالوجه الذي به يستحق الكون على خزائن الأرض، فاتَّصف بأنه يحفظ المجْبى مِن كل جهة تحتاج إلى الحفظ، ويعلم التناول أجمع».