للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٦١٩ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {إني حفيظ}: إنِّي حافِظ لِما اسْتَوْدَعْتَنِي، {عليم} بما ولَّيْتَنِي، قال: قد فعلتُ. فوَلّاه -فيما يذكرون- عمل إطفير، وعَزَل إطفير عمّا كان عليه (١). (ز)

٣٧٦٢٠ - عن سفيان -من طريق الأشجعي- في قوله: {إني حفيظ} قال: حفيظ للحساب، {عليم} بالألْسُن (٢). (٨/ ٢٧٩)

٣٧٦٢١ - عن الأشجعي -من طريق عمرو-، مثله (٣) [٣٣٩٠]. (٨/ ٢٧٩)

[آثار متعلقة بالآية]

٣٧٦٢٢ - عن أبي هريرة -من طريق محمد بن سيرين- قال: اسْتَعْمَلَني عمرُ على البحرين، ثم نزعني وغرَّمني اثني عشر ألفًا، ثم دعاني بعدُ إلى العمل، فأَبَيْتُ، فقال: ولِمَ، وقد سأل يوسفُ - عليه السلام - العملَ وكان خيرًا منك؟ فقلت: إنّ يوسف - عليه السلام - نبيٌّ ابنُ نبيٍّ ابنِ نبيٍّ ابنِ نبيٍّ، وأنا ابنُ أُمَيْمَة، وأنا أخاف أن أقول بغير علم، وأن أُفتِي بغير علم، وأن يُضْرَب ظهري، ويُشتَمَ عِرْضِي، ويؤخذ مالي (٤). (٨/ ٢٧٨)


[٣٣٩٠] اختُلِف في المراد بقوله: {إني حفيظ عليم} على أقوال: الأول: أنّ المعنى: إني حفيظ لما استودعتني، عليم بما وليتني. الثاني: حفيظ بالحساب، عليم بالألسن. الثالث: حفيظ بتقديره في السنين الخصبة، عليم بسني المجاعة.
ورجَّح ابنُ جرير (١٣/ ٢٢٠) مستندًا إلى السياق القولَ الأول الذي قاله قتادة، وشيبة، وابن إسحاق، فقال: «لأنّ ذلك عقيب قوله: {اجعلني على خزائن الأرض}، ومسألته الملكِ استكفاءَه خزائن الأرض، فكان إعلامُه بأنّ عنده خبرة في ذلك وكفايته إياه أشبه من إعلامه حفظه الحساب، ومعرفته بالألسن».
وذكر ابنُ عطية (٥/ ١٠٨) أنّ {حفيظ عليم} صفتان تَعُمُّ وجوه التثقيف والحيطة، لا خلل معهما لعامل. وانتقد ما جاء في هذه الأقوال من تخصيص، مستندًا لدلالة العموم، فقال: «وهذا كله تخصيص لا وجه له، وإنّما أراد باتصافه أن يعرف الملك بالوجه الذي به يستحق الكون على خزائن الأرض، فاتَّصف بأنه يحفظ المجْبى مِن كل جهة تحتاج إلى الحفظ، ويعلم التناول أجمع».

<<  <  ج: ص:  >  >>