للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُحِبُّها (١) [٣٣٤٨]. (٨/ ٢٣٧)

٣٧١٧٠ - عن محمد بن الحسن الشيباني: أنّ أبا حنيفة قرأ: (قَدْ شَعَفَها حُبًّا) بالعين (٢). (ز)

[تفسير الآية]

٣٧١٧١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {قد شغفها حبًّا}، قال: غَلَبَها (٣). (٨/ ٢٣٤)

٣٧١٧٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضَّحّاك- في قوله: {شغفها}، قال: قتلها حبُّ يوسف. الشَّغَف: الحب القاتل. والشَّعَف: حُبٌّ دون ذلك. والشَّغافُ: حِجاب القَلْب (٤). (٨/ ٢٣٤)

٣٧١٧٣ - عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: {قد شغفها حبا}. قال: الشّغاف في القلب في النياط؛ قد امتلأ قلبُها مِن حُبِّ يوسف. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سَمِعْتَ نابغة بني ذبيان وهو يقول:


[٣٣٤٨] اختُلِف في قراءة قوله: {قد شغفها}؛ فقرأ قومٌ بالغين، وقرأ آخرون بالعين.
وذكر ابنُ جرير (١٣/ ١١٩ - ١٢٠) أنّ مَن قرأ بالغين، فذلك على معنى: أنّ حُبَّ يوسف وصل إلى شغاف قلبها، فدخل تحته حتى غلب على قلبها. وأنّ مَن قرأوا بالعين فإنهم وجَّهوا معنى الكلام إلى أنّ الحُبَّ قد عمها.
وذكر ابنُ عطية (٥/ ٧٥ - ٧٦) أنّ قراءة العين لها وجهان: الأول: أنّه علا بها كُلَّ مرتبة مِن الحُبِّ، وذهب بها كُلَّ مذهب، فهو مأخوذ على هذا مِن شَعَف الجبال، وهي رؤوسها وأعاليها، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يُوشِك أن يكون خيرُ مال المسلم غنمًا يتبع بها شَعَف الجبال، ومواقع القطر يفِرُّ بدينه مِن الفِتَن». الثاني: أن يكون الشَّعَف لَذَّة بحُرْقَةٍ يوجد مِن الجراحات والجرب ونحوها.
ورجَّح ابنُ جرير (١٣/ ١٢١) قراءة الغين مستندًا إلى إجماع القراء، فقال: «والصواب في ذلك عندنا مِن القراءة: {قد شغفها} بالغين؛ لإجماع الحُجَّة مِن القراء عليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>