وذكر ابنُ جرير (١٣/ ١١٩ - ١٢٠) أنّ مَن قرأ بالغين، فذلك على معنى: أنّ حُبَّ يوسف وصل إلى شغاف قلبها، فدخل تحته حتى غلب على قلبها. وأنّ مَن قرأوا بالعين فإنهم وجَّهوا معنى الكلام إلى أنّ الحُبَّ قد عمها. وذكر ابنُ عطية (٥/ ٧٥ - ٧٦) أنّ قراءة العين لها وجهان: الأول: أنّه علا بها كُلَّ مرتبة مِن الحُبِّ، وذهب بها كُلَّ مذهب، فهو مأخوذ على هذا مِن شَعَف الجبال، وهي رؤوسها وأعاليها، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يُوشِك أن يكون خيرُ مال المسلم غنمًا يتبع بها شَعَف الجبال، ومواقع القطر يفِرُّ بدينه مِن الفِتَن». الثاني: أن يكون الشَّعَف لَذَّة بحُرْقَةٍ يوجد مِن الجراحات والجرب ونحوها. ورجَّح ابنُ جرير (١٣/ ١٢١) قراءة الغين مستندًا إلى إجماع القراء، فقال: «والصواب في ذلك عندنا مِن القراءة: {قد شغفها} بالغين؛ لإجماع الحُجَّة مِن القراء عليه».