للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣١٥٣ - قال مقاتل بن سليمان: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} اليهود {مِن بَنِي إسْرائِيلَ} يعني: من سبط بني إسرائيل {عَلى لِسانِ داوُدَ} ابن أنيشا، وذلك أنهم صادوا الحيتان يوم السبت، وكانوا قد نُهوا عن صيد الحيتان يوم السبت. قال داود: اللهُمَّ، إنّ عبادك قد خالفوا أمرك، وتركوا أمرك، فاجعلهم آية ومثلًا لخلقك. فمسخهم الله - عز وجل - قردة، فهذه لعنة داود - عليه السلام -، {وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ} وأما لعنة عيسى - صلى الله عليه وسلم - فإنهم أكلوا المائدة، ثم كفروا، ورفعوا من المائدة، فقال عِيسى: اللهم، إنّك وعدتني أنّ مَن كفر منهم بعد ما يأكل من المائدة أن تُعذِّبه عذابًا لا تُعَذِّبه أحدًا من العالمين، اللهُمَّ، العنهم كما لعنت أصحاب السبت. فكانوا خمسة آلاف، فمسخهم الله - عز وجل - خنازير، ليس فيهم امرأة ولا صبي، {ذلِكَ بِما عَصَوْا} في تَرْك أمره، {وكانُوا يَعْتَدُونَ} في دينهم (١). (ز)

٢٣١٥٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم}، قال: فقال: لعنوا في الإنجيل، وفي الزبور. وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ رحى الإيمان قد دارت، فدوروا مع القرآن حيث دار، فإنه قد فرغ الله مما افترض فيه، وإنّه كانت أمة من بني إسرائيل كانوا أهل عدل، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فأخذهم قومهم، فنشروهم بالمناشير، وصلبوهم على الخشب، وبقيت منهم بقية، فلم يرضوا حتى داخلوا الملوك، وجالسوهم، ثم لم يرضوا حتى واكلوهم، فضرب الله تلك القلوب بعضها ببعض، فجعلها واحدة». فذلك قول الله تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود} إلى: {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}. ماذا كانت معصيتهم؟ قال: {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون} (٢). (ز)

{كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)}

٢٣١٥٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {لعن الذين كفروا} الآية، قال: خالَطوهم بعدَ النَّهْي على تجاراتِهم، فضرَب الله قلوبَ بعضهم على


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٩٦.
(٢) أخرجه ابن جرير ٨/ ٥٩١ مرسلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>