مثل الفراخ نتفت حواصله وهذا كثير، لقوله تعالى: {إنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ} [الإنسان: ٢٩]، {فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ} [المدثر: ٥٥]. وقيل: إنما قال: {مِمّا فِي بُطُونِهِ} لأن الأنعام والنعم واحد فرد، والضمير على معنى: النعم. وقالت فرقة: الضمير عائد على البعض، إذ الذكور لا ألبان لها، فكأن العبرة إنما هي في بعض الأنعام". وذكر ابنُ كثير (٨/ ٣٢٣) في عود الضمير قولين، وعلّق عليهما، فقال: «وأفرد هاهنا الضمير عودًا على معنى: النعم، أو الضمير عائد على الحيوان؛ فإن الأنعام حيوانات، أي: نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان، وفي الآية الأخرى: {مما في بطونها} [المؤمنون: ٢١]، ويجوز هذا وهذا، كما في قوله تعالى: {كلا إنه تذكرة فمن شاء ذكره} [المدثر: ٥٤ - ٥٥]، وفي قوله تعالى: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فلما جاء سليمان} [النمل: ٣٥ - ٣٦] أي: المال».