للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}

٣٥٧٦٧ - قال الضحاك بن مُزاحِم: يُحْيِيها، ويُميتها (١). (ز)

٣٥٧٦٨ - عن أيفع بن عبد الكلاعي -من طريق صفوان بن عمرو- قال في قوله: {ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم}، قال: فيأخذ بنواصي عبادِه، فيلِين للمؤمن حتى يكون لهم ألْيَنَ مِن الوالد بولده، ويُقال للكافر: {ما غرك بربك الكريم} [الانفطار: ٦] (٢). (ز)

٣٥٧٦٩ - قال مقاتل بن سليمان: {ما مِن دابَّةٍ} يعني: ما مِن شيء {إلّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها} يقول: إلا اللهُ يُمِيتُها (٣). (ز)

{إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٦)}

٣٥٧٧٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {إن ربي على صراط مستقيم}، قال: الحق (٤). (٨/ ٨٦)

٣٥٧٧١ - قال مقاتل بن سليمان: {إنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}، يعني: على الحق المستقيم (٥) [٣٢٣٦]. (ز)


[٣٢٣٦] نقل ابنُ القيم (٢/ ٥٦ - ٥٧) عن ابن الأنباري في قوله: {إن ربي على صراط مستقيم} قولين، فقال: «وقال ابن الأنباري: لَمّا قال: {هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها} كان في معنى: لا يخرج مِن قبضته، وأنّه قاهِرٌ بعظيم سلطانه لكل دابة، فأتبع قوله: {إنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}. قال: وهذا نحو كلام العرب إذا وصَفُوا بحسن السيرة والعدل والإنصاف قالوا: فلان على طريقة حسنة، وليس ثمَّ طريق. ثم ذكر وجهًا آخر، فقال:» لَمّا ذكر أنّ سلطانه قد قهر كل دابة أتبع هذا قوله: {إنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}، أي: لا تخفى عليه مشيئتُه، ولا يعدل عنه هارِبٌ، فذكر الصراط المستقيم وهو يعني به: الطريق الذي لا يكون لأحد مسلك إلا عليه، كما قال: {إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصادِ} [الفجر: ١٤] «. ثم وجّه ابنُ القيم معنى الآية على القولين، فقال:» فعلى هذا القول الأول يكون المراد: أنّه في تصرُّفه في ملكه يتصرَّف بالعدل، ومجازاة المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، ولا يظلم مثقال ذرة، ولا يُعاقِب أحدًا بما لم يَجْنِه، ولا يهضمه ثوابَ ما عمله، ولا يحمل عليه ذنبَ غيره، ولا يأخذ أحدًا بجريرة أحد، ولا يُكَلِّف نفسًا ما لا تطيقه، فيكون من باب: له الملك وله الحمد، ومن باب: ماضٍ فِيَّ حُكْمُك عدلٌ فِيَّ قضاؤك، ومن باب: الحمد لله رب العالمين، أي: كما أنّه رب العالمين المتصرف فيهم بقدرته ومشيئته فهو المحمود على هذا التصرف، وله الحمد على جميعه. وعلى القول الثاني المراد به: التهديد والوعيد، وأنّ مصير العباد إليه، وطريقهم عليه، لا يفوته منهم أحد، كما قال تعالى: {قالَ هَذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [الحجر: ٤١] ".

<<  <  ج: ص:  >  >>