للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ}

٥٣٧٠٤ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {ظلمات بعضها فوق بعض}، قال: الظلمات ثلاث ظلمات: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة السحاب، وكذلك قلب الكافر ثلاث ظلمات: ظلمة القلب، وظلمة الصدر، وظلمة الجوف، كما ضرب مَثَل قلوب المؤمنين (١). (ز)

٥٣٧٠٥ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: يعني به: الكافر، يقول: قلبه مُظلم، في صدرٍ مظلم، في جسدٍ مظلم؛ قلبه بالشِّرك، وصدره بالكفر، وجسده بالشك، وهو النفاق (٢). (ز)

٥٣٧٠٦ - عن الربيع بن أنس -من طريق سليمان بن عامر- في قوله: {ظلمات بعضها فوق بعض}، قال: فكذلك مَثَل الكافر في البحر في ظلمة الليل في لُجَّة البحر، فهي ظلمات، إحداهن الليل {في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج} إلى قوله: {فما له من نور}، فهو يتقلب في خمس من الظلم؛ وذلك أنّ عمله كظلمة الليل في لجة البحر، يغشاه موج، مِن فوقه موج، مِن فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، فهذه خمسة من الظلم: فمدخله في ظلمة، ومخرجه في ظلمة، وكلامه في ظلمة، وعمله ظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة، فكذلك ميت الأحياء يمشي في الناس لا يدري ما له وماذا عليه. إنّ الله جعل طاعته نورًا، ومعصيته ظلمة، إنّ الإيمان في الدنيا هو النور يوم القيامة، ثم إنّه لا خير في قول ولا عمل ليس له أصل ولا فرع (٣).

٥٣٧٠٧ - قال مقاتل بن سليمان: {يغشاه موج} فوق الماء، ثم يذهب عنه ذلك الموج، ثم يغشاه موج آخر مكان الموج الأول، فذلك قوله - عز وجل -: {يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات}، فهي ظلمة الموج، وظلمة الليل، وظلمة البحر والسحاب، يقول: وهذه ظلمات {بعضها فوق بعض}، فهكذا الكافر قلبُه مظلم، في صدر مُظلم، في جسد مُظلم، لا يُبصِر نور الإيمان، كما أنّ صاحب البحر {إذا أخرج يده لم يكد يراها} (٤). (ز)


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٤.
(٢) علَّقه يحيى بن سلّام ١/ ٤٥٤.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٤.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>