للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صنع هذا مِن صِباه، وقد علمتَ أنه ليس في أهل مصر أحلى مِنِّي، أنا أضع له حُلِيًّا مِن الياقوت، وأضع له جَمْرًا، فإن أخذ الياقوتَ فهو يعقل فاذبحه، وإن أخذ الجمر فإنما هو صبي. فأخرجت له ياقوتها، ووضعت له طَسْتًا مِن جمر، فجاء جبرائيل - صلى الله عليه وسلم -، فطرح في يده جمرة، فطرحها موسى في فيه، فأحرقت لسانَه، فهو الذي يقول الله - عز وجل -: {واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}. فزالت عن موسى مِن أجل ذلك (١). (ز)

٤٧٦٤٥ - قال مقاتل بن سليمان: {واحلل عقدة من لساني} وكان في لسانه رُتَّة؛ يعني: الثقل، هذا الحرف عن محمد بن هانئ، {يفقهوا قولي} يعني: كلامي (٢). (ز)

٤٧٦٤٦ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ويسر لي أمري (٢٦) واحلل عقدة من لساني (٢٧) يفقهوا قولي (٢٨)}، ففعل الله -تبارك وتعالى- ذلك به، وكانت العُقْدَة التي كانت في لسانه أنّه تناول لِحْيَةَ فرعون وهو صغير، فهَمَّ فرعونُ بقتله، وقال: هذا عدوٌّ لي. فقالت له امرأته: إنّ هذا صغير لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرة وجمرة، فاعرِضهما عليه. فأتى بتمرة وجمرة، فعرضهما عليه، فتناول الجمرةَ، فألقاها في فيه، فمنها كانت العُقدة التي في لسانه (٣). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٤٧٦٤٧ - عن أرطاة بن المنذر: حدَّثني بعضُ أصحابِ محمد بن كعب القرظي عنه، قال: أتاه ذو قرابة له. فقال له: ما بك بأسٌ، لولا أنّك تلحن في كلامك، ولست تُعْرِب في قراءتك؟ فقال القرظي: يا ابن أخي، ألست أُفْهِمُك إذا حَدَّثْتُك؟ قال: نعم. قال: فإنّ موسى - عليه السلام - إنّما سأل ربه أن يحل عقدةً مِن لسانه كي يفقه بنو إسرائيل كلامَه، ولم يزِد عليها (٤). (ز)

{وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠)}

٤٧٦٤٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- في قوله: {واجعل لي وزيرا من


(١) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٥٤.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٦.
(٣) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٢٥٨.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٣/ ٢٨٢ - .

<<  <  ج: ص:  >  >>