أسماء كل شيء، وأسكنه الجنة يأكل فيها رغدًا حيث شاء، ونُهِي عن شجرة واحدة، فلم يزل به البلاء حتى وقع بما نُهي عنه. ولو كان يعلم الغيب لعلمته الجن حين مات نبيُّ الله سليمان - صلى الله عليه وسلم -، فلبثت تعمل له حولًا في أشدِّ الهوان، لا يشعرون بموته، ما دَلهَّم على موته إلا دابةُ الأرض تأكل منسأته، أي: تأكل عصاه، فلما خرَّ تبينت الجن -وهي في مصحف ابن مسعود:(تَبَيَّنَتِ الإنسُ والجِنَّ) - لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، وكانت الجن تقول قبل ذلك أنها تعلم الغيب، وتعلم ما في غد، فابتلاهم الله بذلك، وجعل موتَ سليمان للجن عِظَة (١)[٤٨٩٨]. (ز)
{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ}
[قراءات]
٥٧٧١٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج، عن عطاء الخراساني- «بَلْ أدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ»، قال: حين لم ينفع العلم (٢). (١١/ ٣٩٤)
٥٧٧١٣ - عن عبد الله بن عباس، أنه قرأ:(بَلْ (٣) أدّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ). قال: لم يدرك علمهم (٤). (١١/ ٣٩٥)
[٤٨٩٨] علَّقَ ابن كثير (١٠/ ٤٢٦) على كلام قتادة هذا بقوله: «رواه ابن أبي حاتم عنه بحروفه، وهو كلام جليل متين صحيح».