ورجَّحَ ابنُ جرير (١٨/ ١٠٨) القراءتين الأولى والثانية؛ لأنهما المعروفتان في قَرَأَة الأمصار، وقال: «بأيتهما قرأ القارئ فمصيب عندنا». وعلَّقَ على قراءة ابن عباس هذه بقوله: «كأنّ ابن عباس وجَّهَ ذلك إلى أن مخرجه مخرج الاستهزاء بالمكذّبين بالبعث». ثم انتَقَدَها بقوله: «إنها وإن كانت صحيحة المعنى والإعراب، فخلاف لما عليه مصاحف المسلمين، وذلك أنّ في (بَلى) زيادة ياء في قراءته ليست في المصاحف، وهي مع ذلك قراءة لا نعلمها قرأ بها أحد من قرّاء الأمصار». ونقل إنكار أبي عمرو بن العلاء لقراءة ابن محيصن، فقال (١٨/ ١٠٦ - ١٠٧): «كان أبو عمرو بن العلاء يُنكر -فيما ذُكِر عنه- قراءة من قرأ: (بَلْ آدْرَكَ)، ويقول: إنّ» بل «إيجاب، والاستفهام في هذا الموضع إنكار». ثم قال (١٨/ ١٠٨): «الذي قال فيها أبو عمرو قول صحيح؛ لأن العرب تحقق بـ» بل «ما بعدها، لا تنفيه، والاستفهام في هذا الموضع إنكار لا إثبات، وذلك أن الله قد أخبر عن المشركين أنهم من الساعة في شكّ، فقال: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنها بَلْ هُمْ مِنها عَمُونَ}».