وذكر ابنُ عطية (٨/ ٧٨) في قوله: {تمتعوا حتى حين} احتمالين، ورتّب عليهما المعنى في قوله: {فعتوا عن أمر ربهم}، فقال: «وقوله تعالى: {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} يحتمل أن يريد: إذ قيل لهم في أول بعْث صالح: آمِنوا وأطيعوا فتمتعوا متاعًا حسنًا إلى آجالكم. وهو الحين على هذا التأويل، وهو قول الحسن حكاه عنه الرماني، ويجيء قوله تعالى: {فعتوا} مُرتّبًا لفظًا في الآية ومعنًى في الوجود متأخرًا عن القول لهم تمتعوا، ويحتمل أن يريد: إذ قيل لهم بعد عقر الناقة: تمتّعوا في داركم ثلاثة. وهي الحين على هذا التأويل، وهو قول الفراء، ويجيء قوله: {فعتوا} غير مُرتّب المعنى في وجوده؛ لأن عُتوّهم كان قبل أن يقال لهم: تمتعوا، وكأن المعنى فكان من أمرهم قبل هذه المقالة أنْ عتَوا، وهو السبب في أن قيل لهم ذلك وعُذّبوا». [٦٢١٢] ذكر ابنُ جرير (٢١/ ٥٤٣) هذه القراءة وقراءة مَن قرأ ذلك بالألف: {الصاعقة}، ثم رجّحها مستندًا لإجماع الحجة من القراء، فقال: «وبالألف نقرأ {الصاعقة}؛ لإجماع الحجة من القراء عليها». وذكرهما ابنُ عطية (٨/ ٧٩)، ثم قال معلّقًا: «وهي على القراءتين: الصيحة العظيمة».