وذكر ابنُ عطية (٦/ ٣٠٦) في اسم الإشارة عدة احتمالات، فقال: «وقوله سبحانه: {مِن هَذا} يحتمل أن يشير إلى القرآن، ويحتمل أن يشير إلى كتاب الإحصاء، ويحتمل أن يشير إلى الأعمال الصالحة المذكورة قبل، أي: هم في غمرة مِن اطِّراحها وتركها، ويحتمل أن يشير إلى الدِّين بجملته، أو إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -. وكل تأويل من هذه قد قالته فرقة». [٤٥٥٥] اختُلِف في مرجع اسم الإشارة {ذلك}؛ فقيل: إنها إشارة إلى الغمرة. وقيل: إشارة إلى قوله: {مِن هَذا}، ونسب ابنُ عطية (٦/ ٣٠٧) القول الأول إلى أبي العالية، وقتادة، وبيَّن أن معنى الآية عليه: «بل هم ضالون معرضون عن الحق، وهم -مع ذلك- لهم سعايات فساد، فوسمهم تعالى بحالتي شرٍّ». ثم وجَّهه بقوله: «وعلى هذا التأويل فالإخبار عمّا سلف من أعمالهم وعمّا هم فيه». وعلَّق على القول الثاني -ولم ينسبه لأحد- بقوله: «فكأنّه قال: لهم أعمال من دون الحق، أو القرآن ونحوه».