وقد رجّح ابنُ عطية (٦/ ٩٧) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الثاني، بقوله: «وهذا هو الوجه، وذلك أنّ كل مَن يريد دعاء إنسان إلى أمر يكرهه فإنّما الوجه أن يُحَرِّر في عبارته بالمعنى الذي يُريد حتى لا يخل به ولا يخرمنه، ثم يجتهد بعد ذلك في أن تكون عبارته لطيفة، ومقابلته لينة؛ وذلك أجلب للمراد، فأمر الله تعالى موسى وهارون أن يسلكا مع فرعون إكمال الدعوة في لين من القول». [٤٢٦٦] ذكر ابنُ جرير في {لعله} وجهين من التأويل: الأول: أنها بمعنى: هل. كما في قول ابن عباس. والثاني: أنها بمعنى: كي. وعلّق ابنُ جرير (١٦/ ٧٥) على القولين، فقال: «ولِكِلا هذين القولين وجهٌ حَسَنٌ، ومذهب صحيح».