ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٣٦٦ - ٣٦٧) القول الثاني، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقول قتادة، ومحمد بن السّائِب الكلبي، وانتقد القول الثالث مستندًا إلى الأغلب من لغة العرب، فقال معلِّلًا: «لأنّ المعروف في كلام العرب من العماد: ما عُمِد به الخيام من الخشب، أو السواري التي يُحمَل عليها البناء، ولا يُعلَم بناءٌ كان لهم بالعماد بخبر صحيح، بل وجَّه بعض أهل التأويل قوله: {ذاتِ العِمادِ} إلى أنه عُنِيَ به طول أجسامهم، وبعضهم إلى أنه عُنِيَ به عمادُ خيامهم، فأمّا عماد البنيان فلا نعلم كبير أحدٍ من أهل التأويل وجَّهَه إليه، وتأويل القرآن إنما يوجَّه إلى الأعرف الأغلب الأشهر من معانيه -ما وُجِد إلى ذلك سبيلٌ- دون الأنكر». وذكر ابنُ عطية (٨/ ٦٠٨) أنّ مَن «قال:» إرَمَ مدينة «قال: العماد أعمدة الحجارة التي بُنيتْ بها. وقيل: القصور العالية والأبراج، يقال لها: عماد. ومَن قال:» إرَمَ قبيلة «قال: العِمادِ إمّا أعمدة أبْنِيَتِهم، وإمّا أعمدة بيوتهم التي يرحلون بها؛ لأنهم كانوا أهل عمود ينتجعون البلاد. قاله مقاتل وجماعة».