للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أساطين الرهبانيين التي تكون في الفيافي والرّمال، فشبّه الله - عز وجل - طولهم إذ كانوا قيامًا في البريّة بأنه مثل العماد، وكان طول أحدهم ثمانية عشر ذراعًا، ويقال: اثني عشر ذراعًا في السماء، مثل أعظم أسطوانة تكون (١). (ز)

٨٣٠٤٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إرَمَ ذاتِ العِمادِ}، قال: عاد قوم هود، بَنَوها وعملوها حين كانوا في الأحقاف (٢) [٧١٥٨]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٨٣٠٤٥ - عن ثور بن زيد الدّيلميِّ، قال: قرأتُ كتابًا: أنا شدادُ بن عاد، أنا الذي رفعتُ العماد، وأنا الذي سدَدْتُ بذراعي بطنَ وادٍ، وأنا الذي كنَزتُ كنزًا في البحر على تسعِ أذرُعٍ لا يُخرِجُه إلا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (٣). (٦/ ٤٤٩)


[٧١٥٨] اختُلف في معنى: {ذاتِ العِمادِ} في هذه الآية على أقوال: الأول: ذات الطُّول، وقالوا: كانوا طوال الأجسام. الثاني: ذات العماد؛ لأنهم كانوا أهل خيام وأعمدة، ينتجعون الغيوث. الثالث: لبناءٍ بناه بعضهم، فشيَّد عمده ورفع بناءه. الرابع: ذات القوة والشدة.
ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٣٦٦ - ٣٦٧) القول الثاني، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقول قتادة، ومحمد بن السّائِب الكلبي، وانتقد القول الثالث مستندًا إلى الأغلب من لغة العرب، فقال معلِّلًا: «لأنّ المعروف في كلام العرب من العماد: ما عُمِد به الخيام من الخشب، أو السواري التي يُحمَل عليها البناء، ولا يُعلَم بناءٌ كان لهم بالعماد بخبر صحيح، بل وجَّه بعض أهل التأويل قوله: {ذاتِ العِمادِ} إلى أنه عُنِيَ به طول أجسامهم، وبعضهم إلى أنه عُنِيَ به عمادُ خيامهم، فأمّا عماد البنيان فلا نعلم كبير أحدٍ من أهل التأويل وجَّهَه إليه، وتأويل القرآن إنما يوجَّه إلى الأعرف الأغلب الأشهر من معانيه -ما وُجِد إلى ذلك سبيلٌ- دون الأنكر».
وذكر ابنُ عطية (٨/ ٦٠٨) أنّ مَن «قال:» إرَمَ مدينة «قال: العماد أعمدة الحجارة التي بُنيتْ بها. وقيل: القصور العالية والأبراج، يقال لها: عماد. ومَن قال:» إرَمَ قبيلة «قال: العِمادِ إمّا أعمدة أبْنِيَتِهم، وإمّا أعمدة بيوتهم التي يرحلون بها؛ لأنهم كانوا أهل عمود ينتجعون البلاد. قاله مقاتل وجماعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>