للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}

[نزول الآية، وتفسيرها]

٣٩٢٦٤ - قال مقاتل بن سليمان، في قوله: {وما كان لرسول أن يأتي بآية}: وذلك أنّ كفار مكة سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم بآية؛ فقال الله تعالى: {وما كان لرسول أن يأتي بآية} إلى قومه {إلا بإذن الله} يعني: إلا بأمر الله (١). (ز)

{لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (٣٨)}

٣٩٢٦٥ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: {لكلّ أجلٍ كتابٌ}، يقولُ: لكلِّ كتابٍ ينزل من السماء أجلٌ، فيمحو الله مِن ذلك ما يشاءُ، ويُثْبِت، وعنده أمُّ الكتاب (٢). (٨/ ٤٦٦)

٣٩٢٦٦ - عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: {لكلِ أجلِ كتابٌ}، قال: آجال بني آدم في كتابٍ (٣). (٨/ ٤٧٧)

٣٩٢٦٧ - قال مقاتل بن سليمان، في قوله: {لكل أجل كتاب}، يقول: لا ينزِل مِن السماء كتابٌ إلا بأجل (٤) [٣٥٢٧]. (ز)


[٣٥٢٧] اختُلِف في معنى قوله تعالى: {لكل أجل كتاب} على قولين: الأول: لكل أجل مِن آجال الخلق كتاب عند الله. قاله الحسن. الثاني: أنّه مِن المقدم والمؤخر، والمعنى: لكل كتاب ينزل من السماء أجل. قاله الضحاك، ومقاتل.
ونقل ابنُ جرير (١٣/ ٥٥٩) قول الضحاك، ثم وجَّهه بقوله: «وهذا على هذا القول نظير قول الله: {وجَآءت سكرة الموت بالحق} [ق: ١٩]، وكان أبو بكر - رضي الله عنهما - يقرؤه: (وجَآءَتْ سَكْرَةُ الحَقِّ بِالمَوْتِ)، وذلك أنّ سكرة الموت تأتي بالحق، والحق يأتي بها، فكذلك الأجل له كتاب، وللكتاب أجل».
ونقله ابنُ عطية (٥/ ٢١١ - ٢١٢) عن الضحاك، والفراء، ثم انتقده مستندًا إلى الدلالة العقلية بقوله: «وهذا العكس غير لازم، ولا وجه له؛ إذ المعنى تامٌّ في ترتيب القرآن، بل يمكن هدم قولهما بأنّ الأشياء التي كتبها الله تعالى أزلية باقية كتنعيم أهل الجنة وغيره يوجد كتابها ولا أجل له».

<<  <  ج: ص:  >  >>