للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أكثر من يوم بدر، وذلك أن إبليس جاء بنفسه، وجاء كل شيطانٍ مُوَكَّلٍ بالدنيا إلا شيطان مُوَكَّل (١) بآدمي، وكفار الجن كلهم، وسبعمائة من المشركين عليهم أبو جهل بن هشام، وكان قبل ذلك في ألف رجل، فَرَدَّ منهم أُبَيُّ بن شَرِيقٍ ثلاثمائة من بني زُهْرَة، وذلك أن أُبَيَّ بن شَرِيقٍ خلا بأبي جهل، فقال: يا أبا الحَكَم، أكَذّاب محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: والله ما يكذب محمد - صلى الله عليه وسلم - على الناس، فكيف يكذب على الله. وكان يُسَمّى قبل النبوة الأمين؛ لأنه لم يَكْذِب قط. فقال أبو جهل: ولكن إذا كانت السِّقايَة في بني عبد مناف والحجابة والمشورة والولاية، حتى النبوة أيضًا! فلما سَمِع أُبَيُّ بن شَرِيقٍ قول أبي جهل: إن محمدًا لم يكذب؛ رَدَّ أصحابه عن قتال محمد - عليه السلام -، فَخَنَسَ (٢)، فسُمّي الأَخْنَس بن شَرِيقٍ؛ لأنه خَنَسَ بثلاثمائة رجل من بني زُهْرَة يوم بدر عن قتال محمد - عليه السلام -، وبقي سبعمائة عليهم أبو جهل ابن هشام، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ فى ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، وسبعين من مؤمني الجن، وألف من الملائكة عليهم جبريل - عليه السلام -، فكان جبريل على خمسمائة على مَيْمَنَة الناس، وميكائيل على خمسمائة في مَيْسَرَة الناس، ولم تقاتل الملائكة قتالًا قط إلا يوم بدر، وكانوا يومئذ على صُوَر الرجال، وعلى قُوَّة الرجال، على خُيُول بُلْقٍ (٣)، وكان جبريل - عليه السلام - يسير أمام صف المسلمين، ويقول: أبشروا؛ فإنّ النصر لكم. وما يرى المسلمون إلا أنه رجل منهم (٤). (ز)

٣١١٢٠ - عن عبد الملك بن جُرَيْج -من طريق علي-، قال: ... لَمّا دَنا القومُ بعضُهم مِن بعض قَلَّل اللهُ المسلمينَ في أعْيُنِ المشركين، وقلَّل اللهُ المشركين في أعينِ المسلمين، فقال المشركون: وما هؤلاء؟ غَرَّ هؤلاء دينُهم! وإنما قالوا ذلك مِن قِلَّتِهم في أعينِهم، وظنّوا أنهم سيَهزِمونَهم، لا يَشُكُّون في ذلك، فقال الله: {ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم} (٥). (٧/ ١٤٤)

[تفسير الآية]

٣١١٢١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {إذ يقول


(١) كذا في المطبوع.
(٢) أي: انقَبَضَ وتأخَّر. النهاية (خنس).
(٣) البَلَقُ: سوادٌ وبياضٌ. مختار الصحاح (بلق).
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١١٩ - ١٢٠.
(٥) أخرجه ابن جرير ١١/ ٢٢٨. وعزاه السيوطي إليه من قول ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>