للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أستحيي من الله أن يراني مع سلمان وبلال وذويهم، فاطردهم عنك، وجالس فلانًا وفلانًا. قال: فنزل القرآن: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}. فقرأ حتى بلغ: {فتكون من الظالمين}، ما بينك وبين أن تكون من الظالمين إلا أن تطردهم. ثم قال: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين}. ثم قال: وهؤلاء الذين أمروك أن تطردهم فأبلِغهم مِنِّي السلام، وبشِّرهم، وأخبرهم أني قد غفرت لهم. وقرأ: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة}، فقرأ حتى بلغ: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} قال: لتعرفها (١) [٢٢٧١]. (ز)

[تفسير الآية]

{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ}

٢٤٩١٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع}، هؤلاء المؤمنون (٢). (ز)

٢٤٩١٨ - قال مقاتل بن سليمان: {وأنذر به} يعني: بالقرآن {الذين يخافون} يعني: يعلمون {أن يحشروا إلى ربهم} يعني: الموالي، وفقراء العرب (٣) [٢٢٧٢]. (ز)

٢٤٩١٩ - قال الفضيل بن عياض -من طريق فيض بن إسحاق الرقي-: ليس كل خلقه عاتَبَ، إنّما عاتب الذين يعقلون، فقال: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى


[٢٢٧١] رجَّح ابنُ تيمية (٣/ ٢٧) العموم في الآية، فقال: «وهذه الآية عامَّةٌ في كل مَن أراد اللهَ بعمله». وذكر أنّ هناك مَن قال بنزولها في أهل الصُّفَّة، وانتَقَده مستندًا لمخالفته لأحوال النزول؛ وذلك أن السورة مكية، وأهل الصفة كانوا بالمدينة.
[٢٢٧٢] انتَقَد ابنُ عطية (٣/ ٣٦٦) القول بأنّ معنى: {يخافون}: يعلمون، بقوله: «وهذا غير لازم».

<<  <  ج: ص:  >  >>