منهم، وتغامزوا في أمرهم، وضحكوا منهم، وإذا رجعوا إلى أصحابهم ضحكوا منهم، وذلك أنّ عبد الله بن نَبتل لقي بدعة بن الأقرع، فقال: أشعرتَ أنّا رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه؟ قال: كيف؟ قال: لأنه يمشي بين أيديهم، وهم خلفه لا يجاوزونه، كأنه هو الذي يدلهم على الطريق. فسمع بذلك أبو بكر الصديق?، فشقّ عليه وعلى أصحابه، فتركوا ذلك الطريق، وأخذوا طريقًا آخر؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهم:{إنَّ الَّذِينَ أجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}(١)[٧٠٨٩]. (ز)
[تفسير الآية]
٨٢١٦٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {إنَّ الَّذِينَ أجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}، قال: في الدنيا، ويقولون: واللهِ، إنّ هؤلاء لَكذَبَة، وما هم على شيء. استهزاءً بهم (٢). (١٥/ ٣١١)
٨٢١٦٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {انْقَلَبُوا فَكِهِينَ}، قال: مُعجَبين (٣). (ز)
٨٢١٦٧ - قال مقاتل بن سليمان:{وإذا انْقَلَبُوا إلى أهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ}، يعني: عبد الله بن نَبتل، يعني: إذا رجعوا إلى قومهم رجعوا مُعجبين بما هم عليه مِن الضلالة بما فعلوا بعَلِيٍّ وأصحابِه -رحمهم الله- (٤). (ز)
٨٢١٦٨ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله:{وإذا انْقَلَبُوا إلى أهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ}، قال: انقلب ناعِمًا. قال: هذا في الدنيا، ثم أعقب
[٧٠٨٩] أفاد أثر مقاتل أنّ الضمير في قوله: {مروا} للمؤمنين، وقد ذكر ذلك ابنُ عطية (٨/ ٥٦٥)، ثم بيّن احتمال كونه للكفار.