للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}

٤٣٥٨٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال - عز وجل -: {وحملناهم في البر} على الرَّطب، يعني: الدواب {و} حملناهم في {البحر} على اليابس، يعني: السفن (١). (ز)

{وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}

٤٣٥٨٧ - قال مقاتل: السمن، والزبد، والتمر، والحلوى، وجعل رزق غيرهم ما لا يخفى (٢). (ز)

٤٣٥٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ورزقناهم} مِن غير رزق الدواب {من الطيبات} (٣). (ز)

٤٣٥٨٩ - قال يحيى بن سلّام: وقال بعضهم: {ورزقناهم من الطيبات}: يعني: جميع رزق بني آدم: الخبز، واللحم، والعسل، والسمن، ونحوه من طيبات الطعام والشراب، فجعل رزقهم أطيبَ مِن رزق الدوابِّ والطير والجِنِّ (٤). (ز)

{وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)}

٤٣٥٩٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وفضلناهم على كَثيرٍ ممن خلقنا} من الحيوان، {تفضيلًا}، يعني بالتفضيل: أكلهم بأيديهم (٥). (ز)

٤٣٥٩١ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- قوله: {وفضلناهم}: في اليدين يأكل بهما، ويعمل بهما، وما سوى الإنس يأكل بغير ذلك (٦) [٣٨٧٩]. (ز)


[٣٨٧٩] ذَهَبَ ابنُ جرير (١٥/ ٥) في معنى التفضيل إلى ما ذهب إليه ابنُ جريج.
أمّا ابنُ عطية (٥/ ٥١٤ - ٥١٥) فرأى أنّ تكريم بني آدم وتفضيله إنما كان بالعقل، واسْتَدْرَكَ على غير ذلك من الأقوال، فقال: «حكى الطبري عن جماعة أنهم قالوا: التفضيل هو أن يأكل بيديه، وسائر الحيوان بالفم. وقال غيره: وأن ينظر مِن إشرافٍ أكثر من كل حيوان، ويمشي قائمًا. ونحو هذا من التفضيل ... وهذا كله غير محذق، وذلك أن للحيوان من هذا النوع ما كان يفضل به ابن آدم؛ كجري الفرس وسمعه وإبصاره، وقوة الفيل، وشجاعة الأسد، وكرم الديك، وإنما التكريم والتفضيل بالعقل الذي يملك به الحيوانَ كله، وبه يعرف الله - عز وجل -، ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه».
وجمع ابنُ كثير (٩/ ٤٤) بين تلك الأقوال، فقال: «يخبر تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها، كقوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} [التين: ٤]، أي: يمشي قائمًا منتصبًا على رجليه، ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع، ويأكل بفمه، وجعل له سمعًا وبصرًا وفؤادًا، يفقه بذلك كله، وينتفع به، ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصَّها ومضارَّها في الأمور الدينية والدنيوية».
وبنحوه قال ابنُ القيم (٢/ ١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>