فصبرت نفسًا عند ذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع". وعلّق عليها ابنُ عطية (٤/ ٥٧٩)، فقال: "وقرأ الأعمش وابن مسعود: (مَجْراها ومَرْساها) بفتح الميمين، وذلك من الجري والرسو، وهذه ظرفية مكان، ومن ذلك قول عنترة: فصبرت نفسًا عند ذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع". ورجّح ابنُ جرير مستندًا إلى السياق، وإجماع الحجة من القراء قراءةَ مَن قرأ ذلك بفتح ميم {مجراها} وضم ميم {ومرساها}، فقال: «والقراءة التي نختارها في ذلك قراءة مِن قرأ: {بسم الله مجراها} بفتح الميم {ومرساها} بضم الميم، بمعنى: بسم الله حين تجري وحين ترسي. وإنما اخترت الفتح في ميم {مجراها} لقرب ذلك من قوله: {وهي تجري بهم في موج كالجبال}، ولم يقل: تُجرى بهم. ومن قرأ: «بِسْمِ اللهِ مُجْراها» كان الصواب على قراءته أن يقرأ: وهي تُجْرى بهم. وفي إجماعهم على قراءة {تجري} بفتح التاء دليل واضح على أنّ الوجه في {مجراها} فتح الميم. وإنما اخترنا الضم في {مرساها} لإجماع الحجة من القراء على ضمها».