١٠١٠٣ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمَة- {ولَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلى العالَمِينَ}، أي: مَنٍّ (١). (ز)
١٠١٠٤ - قال مقاتل بن سليمان:{ولكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلى العالَمِينَ} في الدَّفْعِ عنهم (٢). (ز)
[آثار متعلقة بالآية]
١٠١٠٥ - عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الله لَيُصْلِحَ بصلاحِ الرَّجُلِ المسلمِ ولدَه، وولدَ ولدِه، وأهلَ دُوَيْرَتِه ودُوَيْراتٍ حولَه، ولا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم»(٣). (٣/ ١٥٤)
١٠١٠٦ - عن مالك بن عبيدة، عن أبيه، عن جدِّه، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لولا عبادٌ لله رُكَّعٌ، وصِبْيَةٌ رُضَّعٌ، وبهائمُ رُتَّعٌ؛ لَصَبَّ عليكم العذابَ صَبًّا، ثُمَّ لَتُرَضُّنَّ رَضًّا»(٤). (ز)
١٠١٠٧ - عن أبي مسلم: سمعتُ عليًّا يقول: لولا بَقِيَّةٌ من المسلمين فيكم لَهَلَكْتُم (٥)[٩٦٩]. (٣/ ١٥٥)
[٩٦٩] ذَهَبَ ابنُ جرير (٤/ ٥١٤ - ٥١٥) في تأويل الآية إلى قوله: «يعني -تعالى ذِكْرُه- بذلك: ولولا أنّ الله يَدْفَعُ ببعض الناس -وهم: أهل الطاعة له والإيمان به- بَعْضًا -وهم: أهل المعصية لله، والشرك به- كما دَفَعَ عن المُتَخَلِّفِين عن طالوت يوم جالوت مِن أهل الكفر بالله والمعصية له، وقد أعطاهم ما سألوا ربَّهم ابْتِداءً مِن بِعْثَةِ ملِك عليهم لِيُجاهِدوا معه في سبيله بِمَن جاهد معه مِن أهل الإيمان بالله واليقين والصَّبر -جالوت وجنوده-؛ لَفَسَدَتِ الأرض، يعني: لَهَلَك أهلُها بعُقُوبة الله إيّاهم، ففسدت بذلك الأرضُ، ولكنَّ الله ذو مَنٍّ على خَلْقِهِ وتَطَوُّلٍ عليهم بِدَفْعِهِ بِالبَرِّ مِن خَلْقِهِ عن الفاجر، وبالمطيع عن العاصي منهم، وبالمؤمن عن الكافر. وهذه الآيةُ إعْلامٌ مِن الله -تعالى ذِكْرُهُ- أهلَ النِّفاقِ الذين كانوا على عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المُتَخَلِّفين عن مشاهده والجهاد معه للشَّكِّ الذي في نفوسهم، ومَرَضِ قلوبهم، والمشركين وأهل الكُفر منهم، وأَنَّه إنَّما يَدْفَعُ عنهم مُعاجَلَتَهُمُ العقوبةَ على كفرِهم ونفاقِهم بإيمان المؤمنين به وبرسوله، الذين هم أهلُ البَصائِرِ والجدِّ في أمر الله، وذَوُو اليقين بِإنجاز اللهِ إيّاهُم وعْدَهُ على جهاد أعدائه وأعداءِ رسولِه مِن النصر في العاجل، والفوز بِجنّاته في الآخرة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التَّأويل». واستند في ذلك إلى أقوال السلف.