للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥٩٧٢ - قال عطاء: {آمَنُوا} يريد: الذين آمنوا بزعمهم (١). (ز)

٧٥٩٧٣ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا تَناجَيْتُمْ} يعني: الذين أقرّوا باللسان، وهم المنافقون، منهم عبد الله بن أُبيّ، وعبد الله بن سعد بن أبي سَرح، وغيرهم، كان نجواهم أنهم كانوا يُخبرون عن سَرايا النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يشقّ على مَن أقام مِن المؤمنين، وبلَغنا: أنّ ذلك كان في سَريّة جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رَواحة، قُتِلوا يوم مُؤتة، ولعلّ حَميم أحدهم في السّريّة، فإذا رَأوه تَناجَوا بينهم، فيظنّ المسلم أنّ حَميمه قد قُتِل، فيحزن لذلك، فنهاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن النّجوى: {فَلا تَتَناجَوْا بِالإثْمِ والعُدْوانِ} يعني: المعصية والظلم {ومَعْصِيَةِ الرَّسُولِ} لأنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان نهاهم عن ذلك، ثم قال: {وتَناجَوْا بِالبِرِّ والتَّقْوى} يعني: الطاعة، وتَرْك المعصية، ثم خوّفهم فقال: {واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إلَيْهِ تُحْشَرُونَ} بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٧٥٩٧٤ - عن أبي سعيد، قال: كُنّا نَتناوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يَطْرُقه أمرٌ، أو يأْمُر بشيء، فكثُر أهل النُّوَب، والمُحتسبون ليلة، حتى إذا كنا أنداءَ (٣) نتحدّث، فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل فقال: «ما هذه النّجوى؟ ألم تُنهَوا عن النّجوى؟» (٤). (١٤/ ٣٢١)

{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠)}

[نزول الآية]

٧٥٩٧٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: كان المنافقون يَتَناجَون


(١) تفسير البغوي ٨/ ٥٦.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٦١. ونحو أوله في تفسير البغوي ٨/ ٥٦ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.
(٣) الأنداء: جمع النادي، وهم القوم المجتمعون. النهاية (ندا).
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/ ٤٢ - ٤٣ - . وأورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ٢/ ٢٢٨ كلاهما بنحوه مطولًا.
قال ابن كثير: «هذا إسناد غريب، وفيه بعض الضعفاء».

<<  <  ج: ص:  >  >>