لهما الإمام قبل أن يحلفا: إنكما إن كنتما كتمتما أو خنتما فضحتكما في قومكما، ولم أُجِز لكما شهادةً، وعاقبتكما. فإن قال لهما ذلك فإنّ ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهه (١)[٢١٩٩]. (ز)
٢٤٢٦٤ - قال مقاتل بن سليمان:{ذَلِكَ أدْنى} يعني: أجدر، نظيرها في النساء (٢){أنْ يَأْتُوا} يعني: النصرانيين {بِالشَّهادَةِ عَلى وجْهِها} كما كانت، ولا يكتمان شيئًا، {أوْ يَخافُوا أنْ تُرَدَّ أيْمانٌ بَعْدَ أيْمانِهِمْ}(٣). (ز)
٢٤٢٦٥ - عن مقاتل بن حيّان -من طريق بكير بن معروف- قوله:{ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها}، يعني: الدّارِيَّيْنِ (٤). (ز)
٢٤٢٦٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله:{أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم}، يقولُ: وأن يَخافوا العَقِبَ (٥). (٥/ ٥٨٦)
٢٤٢٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: يقول: {أوْ يَخافُوا} أن يُطَلَّع على خيانتهم، فيرد شهادتهما بشهادة الرجلين المسلمين من أولياء الميت، فحلف عبد الله والمطلب كلاهما أنّ الذي في وصية الميت حقٌّ، وأن هذا الإناء من متاع صاحبنا، فأخذوا تميم بن أوس الداري وعدي بن [بَدّاء] النصرانيَّيْن بتمام ما وجدا في وصية الميت حين اطلع الله - عز وجل - على خيانتهما في الإناء (٦). (ز)
[٢١٩٩] وجَّه ابنُ عطية (٣/ ٢٩٢ - ٢٩٣) قول السدي، فقال: «ويظهر من كلام السدي أن الإشارة بـ {ذَلِكَ} إنما هي إلى الحبس من بعد الصلاة فقط، ثم يجيء قوله تعالى: {أوْ يَخافُوا أنْ تُرَدَّ أيْمانٌ} بإزاء {فَإنْ عُثِرَ} الآية ... و {أوْ} في هذه الآية على تأويل السدي بمنزلة قولك: تجيئني يا زيد أو تسخطني. كأنك تريد: وإلا أسخطتني، فكذلك معنى الآية: ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها وإلا خافوا رَدَّ الأيمان».