للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَعلى اثني عشر ميلًا مِن حيث ما جئته، ولَصَلاة فيه أفضلُ مِن أربع في غيره، إلا المسجدين؛ مسجد الحرام، ومسجد الرسول (١). (٨/ ٤٧)

٣٥٥٠٢ - قال مقاتل بن سليمان: {حَتّى إذا جاءَ أمْرُنا} يعني: قولنا في نزول العذاب بهم، {وفارَ التَّنُّورُ} فار الماء مِن التنور الذي يخبز فيه، وكان بأقصى دار نوح بالشام بعين وردة (٢). (ز)

٣٥٥٠٣ - قال سفيان بن عيينة، في قوله: {وفار التنور}: يعني: انبَجَسَ الماءُ مِن وجه الأرض، والعرب تسمي وجه الأرض: تنور الأرض، وذلك أنّه قيل: إذا رأيت الماء يسيح على وجه الأرض فاركب أنت ومَنِ اتَّبعك (٣) [٣٢١٦]. (ز)

{قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}

٣٥٥٠٤ - عن مجاهد بن جبر، في قوله: {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين}،


[٣٢١٦] اختلف السلف في التنور على أقوال: الأول: أنه وجه الأرض. الثاني: أنه أعلى الأرض وأشرفها. الثالث: أنه التنور الذي يخبز فيه. الرابع: أنه تنوير الصبح.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٢/ ٤٠٦) مستندًا إلى الأشهرِ لغةً القولَ الثالث، فقال: «وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله: {التنور} قولُ مَن قال: هو التنور الذي يخبز فيه؛ لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يُوَجَّه إلا إلى الأغلب الأشهر مِن معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حُجَّة على شيء منه بخلاف ذلك فيسلم لها، وذلك أنّه -جل ثناؤه- إنما خاطبهم بما خاطبهم به لإفهامهم معنى ما خاطبهم به».
ووافقه ابنُ كثير (٧/ ٤٣٦).
وانتقد ابنُ عطية (٤/ ٥٧٥) مستندًا إلى اللغة القولَ الرابع بقوله: « ... إلا أن التصريف يضعفه، وكان يلزم أن يكون: التنوير».
وزاد ابنُ عطية قولًا عن النقاش، وانتقده، فقال: «وقال النقاش: اسم المستوقد التنور بكل لغة، وذكر نحو ذلك ابن قتيبة في الأدب عن ابن عباس، وهذا بعيد».
وذكر ابنُ كثير (٧/ ٤٣٦) بعض ما ورد في تحديد مكان التنور، وعلّق عليها، فقال: «وقال مجاهد والشعبي: كان هذا التنور بالكوفة. وعن ابن عباس: عين بالهند. وعن قتادة: عين بالجزيرة يُقال لها: عين الوردة. وهذه أقوال غريبة».

<<  <  ج: ص:  >  >>