للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرضِ وأشرفُها، وكان عَلَمًا فيما بين نوح وبين ربِّه - عز وجل - (١). (٨/ ٤٨)

٣٥٤٩٨ - عن بسطام بن مسلم، قال: قلتُ لمعاوية بن قُرَّةَ: إنّ قتادة إذا أتى على هذه الآية قال: هي أعلى الأرض وأشرفُها. فقال: الله أعلم، أمّا أنا فسمعت منه حديثين، فالله أعلم؛ قال بعضُهم: فار منه الماء. وقال بعضُهم: فارت منه النار. وفار التَّنُّور بكل لغة: التَّنُّور (٢). (٨/ ٤٨)

٣٥٤٩٩ - قال محمد ابن شهاب الزهري: هو وجه الأرض، وذلك أنّه قيل لنوح: إذا رأيتَ الماء فار على وجه الأرض فاركب السفينة (٣). (ز)

٣٥٥٠٠ - عن جعفر بن محمد -من طريق محمد بن إسحاق، عمَّن حدَّثه- قال: فار الماءُ مِن التَّنُّور، مِن دار نوح، مِن تَنُّور تَخْتَبِزُ فيه ابنتُه، وكان نوح يتوقع ذلك، إذ جاءته ابنته فقالت: يا أبتِ، قد فار الماء مِن التَّنُّور. فآمن بنوح النَّجّارُون كلُّهم إلا نَجّارًا واحدًا، فقال له: أعطِني أجري. قال: أعطيتُك أجرَك على أن تركب معنا. قال: فإنّ وُدًّا وسُواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا سيُنجُوني. فأوحى الله إليه أن {احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول}. وكان مِمَّن سبق عليه القول امرأته والِقَة، وكنعان ابنه، فقال: يا ربِّ، هؤلاء قد حملتهم، فكيف لي بالوحش والبهائم والسباع والطير؟ قال: أنا أحشرهم عليك. فبعث جبريلَ، فحشرهم، فجعل يضرب بيديه على الزوجين، فتقع يده اليمنى على الذَّكَر، واليسرى على الأنثى، فيُدخله السفينة، حتى أدخل عِدَّة ما أمره الله به، فلمّا جمعهم في السفينة رأتِ البهائمُ والوحشُ والسباعُ العذابَ، فجعلت تلحس قدم نوح، وتقول: احملنا معك. فيقول: إنّما أُمِرت مِن كل زوجين اثنين (٤). (٨/ ٦٣)

٣٥٥٠١ - عن السَّرِيِّ بن إسماعيل الهَمْداني، قال: لقد نَجَرَ (٥) نوح سفينته في وسط هذا المسجد -يعني: مسجد الكوفة-، وفار التنور مِن جانبه الأيمن، وإنّ البَرِّيَّةَ منه


(١) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٤٠٤، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٢٩. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/ ٢٨٨ بنحوه-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(٢) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٣) تفسير الثعلبي ٥/ ١٦٨ بلفظ: {وفار التنور} يعني: انبجس الماء مِن وجه الأرض، والعرب تسمي وجه الأرض: تنور الأرض، وذلك أنه إذا قيل: إذا رأيت الماء يَسِيح على وجه الأرض فاركب أنت ومَن اتبعك، وتفسير البغوي ٤/ ١٧٦.
(٤) أخرجه ابن عساكر ٦٢/ ٢٥٢. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.
(٥) النَّجْر: القَطْع. لسان العرب (نجر).

<<  <  ج: ص:  >  >>