للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخبروهم بأنّ الذي يقول محمد حق {ما كانوا ليؤمنوا} يعني: لِيُصَدِّقوا، {إلا أن يشاء الله} لهم الإيمان، {ولكن أكثرهم} أكثر أهل مكة {يجهلون} (١). (ز)

٢٥٩٣١ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- قال: نزلت في المستهزئين الذين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - الآيةَ، فقال: {قُلْ}، يا محمد: {إنَّما الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وما يُشْعِرُكُمْ أنَّها إذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}. ونزل فيهم: {ولَوْ أنَّنا نَزَّلْنا إلَيْهِمُ المَلائِكَةَ وكَلَّمَهُمُ المَوْتى وحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} (٢) [٢٣٦٨]. (ز)

{وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا}

[قراءات الآية، وتفسيرها]

٢٥٩٣٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة-: «وحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قِبَلًا». قال: مُعايَنة (٣) [٢٣٦٩]. (٦/ ١٧٣)


[٢٣٦٨] اختلف فيمن عُنِي بهذه الآية؛ فقال ابن جريج: إنّ ذلك نزل في المستهزئين برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما جاء به من عند الله، من مشركي قريش. وقال ابن عباس: إنما قيل: {ما كانوا ليؤمنوا} يُراد به: أهل الشقاء. وقيل: {إلا أن يشاء الله} فاستثنى ذلك من قوله: {ليؤمنوا}، يُراد به: أهل الإيمان والسعادة.
ورجَّح ابن جرير (٩/ ٤٩٤) القولَ الثاني مستندًا إلى العموم، فقال: «لأنّ الله -جل ثناؤه- عمَّ بقوله: {ما كانوا ليؤمنوا} القومَ الذين تَقَدَّم ذكرُهم في قوله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها}. ثم بَيَّن احتمالية قول ابن جريج وجوازه، لكنه انتَقَدَه مستندًا لعدم قيام دليل على صحته، ولمخالفته دلالة العموم، فقال: وقد يجوز أن يكون الذين سألوا الآية كانوا هم المستهزئين الذين قال ابن جريج إنهم عنوا بهذه الآية، ولكن لا دلالة في ظاهر التنزيل على ذلك، ولا خبر تقوم به حجة بأنّ ذلك كذلك، والخبر من الله خارج مخرج العموم، فالقول بأنّ ذلك عني به أهل الشقاء منهم أولى لما وصفنا».
وانتقد ابنُ عطية (٣/ ٤٤٢) قول ابن جريج بقوله: «وهذا لا يثبت إلا بسند».
[٢٣٦٩] ذكر ابن جرير (٩/ ٤٩٤ - ٤٩٥) أنّ قول ابن عباس هذا من طريق علي، وكذا قول قتادة يأتي على أنّ قوله: {قبلا} بمعنى المعاينة الذي هو أحد الوجوه في قراءتها بالضم.
وبنحوه قال ابنُ كثير (٦/ ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>