ورجَّح ابن جرير (٩/ ٤٩٤) القولَ الثاني مستندًا إلى العموم، فقال: «لأنّ الله -جل ثناؤه- عمَّ بقوله: {ما كانوا ليؤمنوا} القومَ الذين تَقَدَّم ذكرُهم في قوله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها}. ثم بَيَّن احتمالية قول ابن جريج وجوازه، لكنه انتَقَدَه مستندًا لعدم قيام دليل على صحته، ولمخالفته دلالة العموم، فقال: وقد يجوز أن يكون الذين سألوا الآية كانوا هم المستهزئين الذين قال ابن جريج إنهم عنوا بهذه الآية، ولكن لا دلالة في ظاهر التنزيل على ذلك، ولا خبر تقوم به حجة بأنّ ذلك كذلك، والخبر من الله خارج مخرج العموم، فالقول بأنّ ذلك عني به أهل الشقاء منهم أولى لما وصفنا». وانتقد ابنُ عطية (٣/ ٤٤٢) قول ابن جريج بقوله: «وهذا لا يثبت إلا بسند». [٢٣٦٩] ذكر ابن جرير (٩/ ٤٩٤ - ٤٩٥) أنّ قول ابن عباس هذا من طريق علي، وكذا قول قتادة يأتي على أنّ قوله: {قبلا} بمعنى المعاينة الذي هو أحد الوجوه في قراءتها بالضم. وبنحوه قال ابنُ كثير (٦/ ١٣٧).