وبنحوه قال ابنُ عطية (٥/ ٥١٤). وعلّق ابنُ القيم (٣/ ٣٥١ بتصرف) على قول مَن جعل الضمير عائدًا على الإنسان بقوله: «ويؤيد هذا القول سياق الضمائر؛ فإنّ قوله: {وإنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ} للإنسان، فافتتح الخبر عن الإنسان بكونه كَنُودًا، ثم ثنّاه بكونه شهيدًا على ذلك، ثم ختمه بكونه بخيلًا بماله لحُبّه إياه». وعلّق على قول مَن جعله عائدًا على الله بقوله: «ويؤيد هذا أنه أتى بعلى، فقال: {وإنَّهُ عَلى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} أي: مُطَّلِع عالم به، كقوله: {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ} [يونس: ٤٦]، ولو أريد شهادة الإنسان لأتى بالباء، فقيل: وإنه بذلك لشهيد كما قال تعالى: {ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أنْفُسِهِمْ بِالكُفْرِ} [التوبة: ١٧]، فلو أراد شهادة الإنسان لقال: وإنه على نفسه لشهيد؛ فإنّ كنوده المشهود به ونفسه هي المشهود عليها». [٧٢٧١] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٦٧٥) قول قتادة، وعلّق عليه، فقال: «وقوله تعالى: {وإنه على ذلك لشهيد} يحتمل الضمير أن يعود على الله تعالى، وقاله قتادة، أي: وربّه شاهد عليه، ونفس هذا الخبر يقتضي الشهادة بذلك».