للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخله هذا الدينَ، بعزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل؛ عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلامَ، وذُلًّا يُذِلُّ اللهُ به الكفرَ». فكان تميم الداري يقول: قد عرفتُ ذلك في أهل بيتي؛ لقد أصاب مَن أسلم منهم الخيرَ والشرفَ والعِزَّ، ولقد أصاب مَن كان منهم كافرًا الذُّلَ والصغارَ والجزيةَ (١). (ز)

٣٢٢٢٩ - عن عدي بن حاتم، قال: دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا عديُّ، أسلِمْ تسلمْ». فقلتُ: إنِّي مِن أهل دينٍ. قال: «أنا أعلمُ بدينك منك». فقلت: أنت أعلم بديني مِنِّي؟ قال: «نعم، ألست مِن الرَّكُوسية (٢)، وأنت تأكل مِرباع (٣) قومك؟». قلتُ: بلى. قال: «فإنّ هذا لا يَحِلُّ لك في دينك». قال: فلم يعدُ أن قالها فتواضعتُ لها، قال: «أما إنِّي أعلمُ ما الذي يمنعك من الإسلام؛ تقول: إنّما اتَّبعه ضَعَفَةُ الناس ومَن لا قُوَّةَ له، وقد رمتهم العرب، أتعرف الحِيرة؟». قلت: لم أرَها، وقد سمعتُ بها. قال: «فوالذي نفسي بيده، لَيُتِمَنَّ اللهُ هذا الأمرَ، حتى تخرج الظَّعِينَةُ من الحِيرة، حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولَتُفْتَحَنَّ كنوزُ كسرى بن هرمز». قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: «نعم، كِسْرى بن هُرْمُز، ولَيُبذَلنَّ المالُ حتى لا يقبله أحد». قال عدي بن حاتم: فهذه الظَّعينة تخرج من الحِيرة، فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد كنت فيمَن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لَتَكُونَنَّ الثالثةُ؛ لأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قالها (٤). (ز)

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ}

٣٢٢٣٠ - عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: {يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار} يعني: علماء اليهود، {والرهبان}: علماء النصارى (٥). (٧/ ٣٢٧)


(١) أخرجه أحمد ٢٨/ ١٥٤ - ١٥٥ (١٦٩٥٧)، والحاكم ٤/ ٤٧٧ (٨٣٢٦).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٤ (٩٨٠٧): «رجال أحمد رجال الصحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ١/ ٣٢ (٣).
(٢) الرَّكُوسِيَّة: دين بين النصارى والصابئين. النهاية (ركس).
(٣) المِرباع: هو الربع من الغنيمة الذي كان الملك يأخذه في الجاهلية دون أصحابه. النهاية (ربع).
(٤) أخرجه أحمد ٣٠/ ١٩٦ - ١٩٧ (١٨٢٦٠)، ٣٢/ ١١٩ - ١٢٢ (١٩٣٧٨) واللفظ له، وابن حبان ١٥/ ٧١ - ٧٣ (٦٦٧٩)، والحاكم ٤/ ٥٦٤ (٨٥٨٢).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
(٥) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>