للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعضهم: هو نبات الشَّعَر. وبعضهم يقول: هو نفخ الروح (١). (١٠/ ٥٧٩)

٥١٤٨٨ - قال محمد بن السائب الكلبي: الروح وهو في بطن أُمِّه (٢). (ز)

٥١٤٨٩ - قال مقاتل بن سليمان: {فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه} يقول: خلقناه {خلقا آخر} يعني: الروح، ينفخ فيه بعد خلقه (٣). (ز)

٥١٤٩٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ثم أنشأناه خلقا آخر}، قال: الرُّوح الذي جعله فيه (٤) [٤٥٢٩]. (ز)

[أحكام متعلقة بالآية]

٥١٤٩١ - عن عبيد بن رفاعة، قال: أفاضوا في ذكر العِزْلِ، وفي القوم عمر وعلي


[٤٥٢٩] اختُلِف في الخلق الآخر على أقوال: الأول: نفخ الروح فيه. الثاني: تصريفه إياه في الأحوال بعد الولادة؛ في الطفولة، والكهولة، والاغتذاء، ونبات الشعر، والسن، ونحو ذلك من أحوال الأحياء في الدنيا. الثالث: كمال الشباب.
ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٢٤ - ٢٥) مستندًا إلى الدلالات العقلية القولَ الأول الذي قاله علي بن أبي طالب، وابن عباس من طريق عطاء، وعكرمة، والشعبي، ومجاهد، وأبو العالية، والضحاك، وابن زيد، والحسن، والكلبي، ومقاتل، فقال: «وذلك أنه بِنَفْخِ الروحِ فيه يتحول خلقًا آخر إنسانًا، وكان قبل ذلك بالأحوال التي وصفه الله أنه كان بها؛ من نطفة وعلقة ومضغة وعظم، وبنفخ الروح فيه؛ يتحول عن تلك المعاني كلها إلى معنى الإنسانية، كما تَحول أبوه آدم بنفخ الروح في الطينة التي خلق منها إنسانًا وخلقًا آخر غير الطين الذي خُلِق منه».
ولم ير ابنُ كثير (١٠/ ١١٤) منافاة بين هذا القول والقول الثاني الذي قاله ابن عباس من طريق العوفي، وقتادة، والضحاك، فقال: «ولا منافاة؛ فإنه من ابتداء نفخ الروح فيه شرع في هذه التنقلات والأحوال».
وساق ابنُ عطية (٦/ ٢٨٣) الأقوال، ثم انتقد ما فيها من تخصيص، مستندًا إلى دلالة العموم، فقال: «وهذا التخصيص كله لا وجه له، وإنما هو عامٌّ في هذا وغيرِه مِن وجوه النطق والإدراك وحسن المحاولة؛ هو بها آخَرَ، وأول رتبة من كونه آخَرَ هي نفخ الروح فيه، والطرف الآخر من كونه آخَرَ تحصيله المعقولات».

<<  <  ج: ص:  >  >>