للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٩٣٩ - قال مقاتل بن سليمان: {وعَبَدَ الطّاغُوتَ} فيها تقديم، وعبد الطاغوت، يعني: ومن عبد الطاغوت، وهو الشيطان (١). (ز)

٢٢٩٤٠ - عن أبي جعفر النَّحوي أنّه كان يقرؤُها: (وعُبِدَ الطّاغُوتُ)، كما تقول: ضُرِبَ عبدُ الله (٢) [٢١٢٦]. (٥/ ٣٧٠)

{أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٦٠)}

٢٢٩٤١ - قال مقاتل بن سليمان: {أُولَئِكَ شَرٌّ مَكانًا} في الدنيا يعني: شر منزلة {وأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ} يعني: وأخطأ عن قصد الطريق من المؤمنين (٣). (ز)

{وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (٦١)}

[نزول الآية]

٢٢٩٤٢ - قال مقاتل بن سليمان: لَمّا نزلت هذه الآية [أي: قوله تعالى: {وجَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ والخَنازِيرَ}] عُيِّرت اليهود، فقالوا لهم: يا إخوان القردة والخنازير. فنكسوا رءوسهم، وفضحهم الله تعالى، وجاء أبو ياسر بن أخطب، وكعب بن الأشرف، وعازر بن أبي عازر، ونافع بن أبي نافع، ورافع بن أبي حريملة، هم رؤساء اليهود، حتى دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: قد صدَّقنا بك يا محمد؛ لأنّا نعرفك، ونُصَدِّقك، ونؤمن بك. ثم خرجوا من عنده بالكفر، غير أنهم أظهروا الإيمان؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهم: {وإذا جاءُوكُمْ قالُوا آمَنّا وقَدْ دَخَلُوا بِالكُفْرِ وهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ} (٤). (ز)


[٢١٢٦] انتَقَد ابنُ جرير (٨/ ٥٤٣) هذه القراءة مستندًا إلى السياق، فقال: «وهذه قراءة لا معنى لها؛ لأن الله تعالى إنما ابتدأ الخبر بذم أقوام، فكان فيما ذمهم به عبادتهم الطاغوت. وأما الخبر عن أن الطاغوت قد عُبِدَ فليس من نوع الخبر الذي ابتدأ به الآية، ولا من جنس ما ختمها به، فيكون له وجه يوجه إليه من الصحة».
وتعَقَّبه ابنُ عطية (٣/ ٢٠٨) بقوله: «وهي مُتَّجِهَةٌ».
وكذلك تَعَقَّبه ابنُ كثير (٣/ ١٤٣) بقوله: «وحكى ابنُ جرير عن أبي جعفر القارئ أنه كان يقرؤها: {وعبد الطاغوت} على أنّه مفعول ما لم يسم فاعله، ثم استبعد معناها. والظاهر أنه لا بُعْدَ في ذلك؛ لأن هذا من باب التعريض بهم، أي: وقد عُبِدَت الطاغوت فيكم، وكنتم أنتم الذين تعاطوا ذلك».
ثم علَّق ابنُ كثير (٥/ ٢٧٥) على مجموع هذه القراءات بقوله: «وكل هذه القراءات يرجع معناها إلى أنكم يا أهل الكتاب الطاعنين في ديننا، والذي هو توحيد الله وإفراده بالعبادات دون ما سواه، كيف يصدر منكم هذا وأنتم قد وُجِد منكم جميع ما ذُكِر؟! ولهذا قال: {أولئك شر مكانا} أي: مما تظنون بنا، {وأضل عن سواء السبيل}».

<<  <  ج: ص:  >  >>