وجمع ابنُ جرير (٢٠/ ٣٣٣) بين القولين مستندًا إلى أقوال السلف، والسياق، فقال: «{وأن المسرفين هم أصحاب النار} يقول: وإنّ المشركين بالله المتعدّين حدوده، القتلة النفوس التي حرم الله قتلها، هم أصحاب نار جهنم عند مرجعنا إلى الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلافٍ منهم في معنى المسرفين في هذا الموضع». ثم قال (٢٠/ ٣٣٥): «وإنما اخترنا في تأويل ذلك في هذا الموضع ما اخترنا؛ لأن قائل هذا القول لفرعون وقومه إنما قصد به فرعون؛ لكفره، وما كان هم به من قتل موسى، وكان فرعون عاليًا عاتيًا في كفره، سفّاكًا للدماء التي كان مُحرّمًا عليه سفكها، وكل ذلك من الإسراف».