للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٣٣٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- {ولباس التقوى}: الإيمان (١). (ز)

٢٧٣٤٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ولباسُ التَّقوى}، قال: يتَّقي اللهَ، فيُوارِي عورتَه، ذاك لباسُ التقوى (٢) [٢٤٨١]. (٦/ ٣٥٣)

{ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦)}

٢٧٣٤١ - قال مقاتل بن سليمان: قال: ذلك الثياب والمال مِن آيات الله، ومن صنعه {لعلهم} يعني: لكي {يذَّكَّرون} فيعتبروا في صُنْعِه؛ فيُوَحِّدوه (٣). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٢٧٣٤٢ - عن عَلِيٍّ، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لبس ثوبًا جديدًا قال: «الحمد للهِ الذي كساني من الرِّياش ما أُوارِي به عَوْرتي، وأتجمَّل به في الناس» (٤). (٦/ ٣٥١)


[٢٤٨١] رجَّح ابنُ جرير (١٠/ ١٣١) مستندًا إلى دلالة العموم أنّ المعنى: استشعار النفوس تقوى الله في الانتهاء عما نهى الله عنه من معاصيه، والعمل بما أمر به من طاعته. ثم قال مُعَلِّلًا: «وإنّما قُلنا: عنى بلباس التقوى: استشعار النفس والقلب ذلك. لأنّ اللباسَ إنما هو ادِّراع ما يُلْبَس، واجتياب ما يُكْتَسى، أو تغطية بدنه أو بعضه به، فكلُّ من ادَّرَع شيئًا واجتابه حتى يُرى عينُه أو أثره عليه فهو له لابسٌ، ولذلك جعل -جلَّ ثناؤه- الرجال للنساء لباسًا، وهُنَّ لهم لباسًا، وجعل الليل لعباده لباسًا». وبيَّن أن جميع ما قيل في لباس التقوى داخلٌ تحت هذا المعنى، فقال: «لأنّ مَن اتقى الله كان به مؤمنًا، وبما أمره به عاملًا، ومنه خائفًا، وله مُراقِبًا، ومِن أن يُرى عند ما يَكْرَهه من عباده مُسْتَحْيِيًا، ومن كان كذلك ظهرت آثار الخير فيه، فحسن سَمْتُه وهَدْيه، ورُئِيَت عليه بهجة الإيمان ونوره».
ووجَّه ابنُ عطية (٣/ ٥٤٣) قول ابن عباس، ومعبد الجهني، وعثمان بن عفان، وعروة بن الزبير، وابن جريج، وابن زيد، وزيد بن علي، فقال: «وهذه كلها مُثُل، وهي من لباس التقوى».
وعلَّق ابنُ كثير (٦/ ٢٧٩) بقوله: «وكلُّ هذه متقاربة».

<<  <  ج: ص:  >  >>