للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٢٠)}

٣٤٣١٨ - قال الحسن البصري: فانتظروا مواعيد الشيطان، وكانوا مع إبليسَ على موعدٍ فيما يَعِدُهم ويُمَنِّيهم (١). (ز)

٣٤٣١٩ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {فانتَظِرُوا إنّيِ مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ}، قال: خوَّفهم عذابَه وعقوبتَه (٢). (٧/ ٦٤١)

٣٤٣٢٠ - قال مقاتل بن سليمان: {ويَقُولُونَ لَوْلا} يعني: هَلّا {أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ} مِمّا سألوا، يعني: في بني إسرائيل، {وقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: ٩٠] يعني: لن نُصَدِّقك حتى تُخرج لنا نهرًا، فقد أعْيَينا مِن مَيْحِ (٣) الدِّلاء مِن زمزم ومِن رءوس الجبال، وإن أبيتَ هذا فلْتَكُن لك خاصَّة {جَنَّةٌ مِن نَخِيلٍ} إلى قوله: {كِسَفًا} حين قال: {إنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّماءِ} [سبأ: ٩] يعني: قِطَعًا، {أوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ} عيانًا، فننظر إليه، {والمَلائِكَةِ قَبِيلًا أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِن زُخْرُفٍ} يعني: من الذهب {أوْ تَرْقى فِي السَّماءِ} يعني: أو تضع سُلَّمًا فتصعد إلى السماء، {ولَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتابًا نَقْرَؤُهُ} [الإسراء: ٩٣]، يقول: ولسنا نُصَدِّقُك حتى تأتي بأربعةِ أمْلاكٍ يشهدون أنّ هذا الكتاب مِن رَبِّ العِزَّة. وهذا قولُ عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فأنزل الله في قوله: {أوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ} عيانًا فننظر إليه: {أمْ تُرِيدُونَ أنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِن قَبْلُ} إذ قالوا (٤) {أرِنا اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: ١٠٨]. وأنزل الله فيها: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنهُمْ أنْ يُؤْتى صُحُفًا مُنَشَّرَةً} [المدثر: ٥٢] لقوله: {كِتابًا نَقْرَؤُهُ}. وأنزل الله: {وما مَنَعَنا أنْ نُرْسِلَ بِالآياتِ إلّا أنْ كَذَّبَ بِها الأَوَّلُونَ} [الإسراء: ٥٩]؛ لِأَنِّي إذا أرسلتُ إلى قومِ آيةٍ ثُمَّ كذَّبوا لم أُناظِرْهم بالعذاب، وإن شئتَ -يا محمد- أعطيتُ قومَك ما سألوا، ثم لم أُناظِرهم بالعذاب. قال: «يا ربِّ، لا». رِقَّةً لقومه: {لَعَلَهُم يَتَّقُونَ}. ثم قال: {فَقُلْ إنَّما الغَيْبُ لِلَّهِ} وهو قوله: {إنَّما يَأْتِيكُمْ


(١) تفسير الثعلبي ٥/ ١٢٦.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩٣٧.
(٣) المَيْح: أن يدخل البئر فيملأ الدلو، وذلك إذا قلَّ ماؤها. لسان العرب (ميح).
(٤) هكذا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>