ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٣٦٨) القول الأول، وانتقد القول الثاني -وهو قول ابن زيد- مستندًا إلى اللغة، والواقع، فقال: «وهذا قولٌ لا وجْه له؛ لأنّ {العِمادِ} واحدٌ مذكر، و {التي} للأنثى، ولا يوصف المذكر بالتي، ولو كان ذلك من صفة {العِمادِ} لقيل: الذي لم يُخلَق مثله في البلاد، وإن جُعِلت {التي} لإرمَ، وجُعِلت الهاء عائدةً في قوله: {مِثْلُها} عليها، وقيل: هي دمشق أو الإسكندرية؛ فإنّ بلاد عادٍ هي التي وصفها الله في كتابه، فقال: {واذْكُرْ أخا عادٍ إذْ أنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقافِ} [الأحقاف: ٢١]، والأحقاف: هي جمع حِقْفٍ، وهو ما انعطف من الرّمل وانحنى، وليست الإسكندريةُ ولا دمشقُ من بلاد الرّمال، بل ذلك الشِّحْرُ من بلاد حَضرمَوت، وما والاها». ووافقه ابنُ كثير (١٤/ ٣٤٣)، فقال: «وهذا القول هو الصواب، وقول ابن زيد ومَن ذهب مذهبه ضعيف؛ لأنه لو كان أراد ذلك لقال: التي لم يعمل مثلها في البلاد، وإنما قال: {لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها في البِلادِ}».