للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معك غيرَك (١). (ز)

٣٤٣٤٤ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم} إلى آخر الآية، قال: هؤلاء المشركون يدعون مع الله ما يدعون، فإذا كان الضُّرُّ لم يَدْعوا إلا الله، فإذا نجاهم إذا هم يشركون، {لئن أنجيتنا من هذه} الشِّدَّة التي نحن فيها {لنكونن من الشاكرين} لَكَ على نِعَمِك، وتخليصك إيّانا مِمّا نحنُ فيه بإخلاصنا العبادة لك، وإفراد الطاعة دون الآلهة والأنداد (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٣٤٣٤٥ - عن سعد بن أبي وقّاصٍ، قال: لَمّا كان يومُ فتحِ مكةَ أمَّن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناسَ، إلا أربعةَ نفرٍ وامرأتين، وقال: «اقتُلوهم وإن وجَدتموهم مُتَعَلِّقين بأستارِ الكعبةِ؛ عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خَطَلٍ، ومِقْيَسُ بن ضُبابَةَ، وعبد الله بن سعد بن أبي سَرْحٍ»، فأما عبد الله بن خَطَلٍ فأُدرِكَ وهو مُتَعلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ، فاستبَق إليه سعيد بن حُرَيثٍ وعمّارٌ، فسبَق سعيدٌ عمّارًا، وكان أشبَّ الرجلين، فقتَله، وأما مِقْيَسُ بن ضُبابَة فأدرَكه الناسُ في السوقِ فقتَلوه، وأما عكرمةُ فركِب البحرَ فأصابَتْهم عاصفٌ، فقال أصحابُ السفينةِ لأهلِ السفينةِ: أخلِصوا؛ فإنّ آلهتَكم لا تُغْنِي عنكم شيئًا. فقال عكرمة: لئن لم يُنَجَّني في البحرِ إلا الإخلاصُ ما يُنَجِّني في البرِّ غيرُه، اللَّهُمَّ، إنّ لك عهدًا إن أنت عافَيْتَني مِمّا أنا فيه أن آتيَ محمدًا حتى أضعَ يدِي في يدِه، فلأجدَنَّه عَفُوًّا كريمًا. قال: فجاء، فأسلَم. وأما عبدُ الله بن سعد بن أبي سَرْحٍ فإنّه اختَبَأ عند عثمان، فلمّا دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - للبَيْعَةِ جاء به، حتى أوقَفَه على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله، بايِعْ عبدَ الله. قال: فرفَع رأسَه، فنظَر إليه ثلاثًا، كلُّ ذلك يأبى، فبايَعَه بعد الثلاثِ، ثم أقبَل على أصحابه، فقال: «أما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ يقومُ إلى هذا حيثُ رآني كفَفْتُ يدي عن بيعتِه فيقتُلَه؟». قالوا: وما يُدرينا -يا رسول الله- ما في نفسك؟ ألا أومَأتَ إلينا بعينِك. قال: «إنّه لا ينبغي لنبيٍّ أن تكون له خائنةُ أعْيُن» (٣). (٧/ ٦٤٣)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٣٤ - ٢٣٥.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٢/ ١٤٧.
(٣) أخرجه أبو داود ٤/ ٣١٨ - ٣١٩ (٢٦٨٣) مختصرًا، والنسائي ٧/ ١٠٥ (٤٠٦٧)، والحاكم ٣/ ٤٧.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال ابن حجر في التلخيص الحبير ٣/ ١٣٠: «إسناده صالح». وقال ابن الملقّن ٩/ ١٥٣: «الحديث صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٤/ ٣٠٠ (١٧٢٣): «صحيح».

<<  <  ج: ص:  >  >>