للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٥٨٤ - قال محمد بن السائب الكَلْبِيِّ: هم أحبار اليهود وعلماؤهم، عَمدوا إلى نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم، فزادوا فيه ونقصوا، ثم أخرجوه لسَفلَتِهم، فقالوا: هذا نعت النبي الذي يبعثه الله في آخر الزمان، ليس كنعت هذا الرجل. فإذا نظرت السَّفِلَة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يَرَوْا فيه النعت الذي في كتابهم الذي كتبت أحبارهم، وكانت للأحبار مَأْكَلَة، فقال الله - عز وجل -: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا}، يعني: تلك المَأْكَلة {فويل لهم} في الآخرة {مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} (١). (ز)

٢٥٨٥ - قال مقاتل بن سليمان: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} سوى نعت محمد - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنّ رؤوس اليهود بالمدينة مَحَوْا نعت محمد - صلى الله عليه وسلم - من التوراة، وكتبوا سوى نعته، وقالوا لليهود سوى نعت محمد، ثم يقولون: هذا النعت من عند الله. {ليشتروا به ثمنا قليلا}، يعني: عَرَضًا يسيرًا مما يعطيهم سَفَلَة اليهود كل سنة من زروعهم وثمارهم، يقول: {فويل لهم مما كتبت أيديهم} يعني: في التوراة من تغيير نعت محمد - صلى الله عليه وسلم -، {وويل لهم مما يكسبون} من تلك المآكل على التكذيب بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، ولو تابعوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - إذًا لَحُبِسَت عنهم تلك المآكل (٢). (ز)

{فَوَيْلٌ}

[تفسير الآية]

٢٥٨٦ - عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «ويلٌ وادٍ في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قَعْرَه» (٣). (١/ ٤٣٣)


(١) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/ ١٥٢ - .
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ١١٨.
(٣) أخرجه أحمد ١٨/ ٢٤٠ (١١٧١٢)، والترمذي ٥/ ٣٨٣ (٣٤٣٥)، وابن حبان ١٦/ ٥٠٨ (٧٤٦٧)، والحاكم ٢/ ٥٥١ (٣٨٧٣)، ٤/ ٦٣٩ (٨٧٦٤)، وابن جرير ٢/ ١٦٤، وابن أبي حاتم ١/ ١٥٣ (٧٩٨) كلهم من طريق دَرّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث ابن لهيعة». ولكن ابن لهيعة لم ينفرد به، بل قد تابعه عمرو بن الحارث عند ابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم، فالكلام ينحصر في رواية «دَرّاج عن أبي الهيثم». قال ابن معين -كما في الكامل لابن عدي ٤/ ١٠ - : «ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح».
ولكن قال أحمد بن حنبل -كما في الكامل لابن عدي ٤/ ١٠ - : «أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف». وقال ابن كثير ١/ ٤٦٦ - ٤٦٧: «لم ينفرد به ابن لهيعة كما ترى، ولكن الآفة ممن بعده، وهذا الحديث بهذا الإسناد -مرفوعًا- منكر».

<<  <  ج: ص:  >  >>