وذهب ابنُ جرير (٢٠/ ٣٢٦) إلى الجمع بين الأقوال مستندًا إلى اللغة، والعموم، فقال -بعد أن بيّن أن السبب: هو كلّ ما تُسُبّب به إلى الوصول إلى ما يُطلب، من حبل وسُلّم وطريق، وغير ذلك-: «أولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يقال: معناه: لعلي أبلغ مِن أسباب السموات أسبابًا أتَسَبَّب بها إلى رؤية إله موسى؛ طرقًا كانت تلك الأسباب منها، أو أبوابًا، أو منازل، أو غير ذلك». وساق ابنُ عطية (٧/ ٤٤٣) الأقوال، ثم ذكر قولًا آخر، فقال: «وقيل: عنى: لعله يجد مع قربه من السماء سببًا يتعلق به». [٥٦٩٢] اختُلف في قراءة قوله: {وصد عن السبيل}؛ فقرأ قوم بضم الصاد، وقرأ غيرهم بفتحها. وذكر ابنُ جرير (٢٠/ ٣٢٧ - ٣٢٨) أن الأولى على وجه ما لم يُسم فاعله، وأن الثانية بمعنى: وأعرض فرعون عن سبيل الله التي ابتعث بها موسى استكبارًا. وذكر ابنُ عطية (٧/ ٤٤٤) أن القراءة بضم الصاد وفتح الدال المشددة عطفًا على {زُيِّنَ} وحملًا عليه. وبنحوهما قال ابنُ القيم (٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩). وذكر ابنُ القيم أن «صَدّ» بالفتح تحتمل: أعرض؛ فيكون لازمًا، وتحتمل أن يكون: صد غيره؛ فيكون متعدّيًا. ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ٣٢٨) صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى شهرتهما، فقال: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب». وعلَّق ابنُ القيم (٢/ ٤٠٩) على القراءتين بقوله: «والقراءتان كالآيتين، لا يتناقضان».