للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالإسلام؟! فقال: «ولا تَقتُلنَ أولادكنّ». قالت: أنتَ قتلتَ آباءهم وتُوصينا بأولادهم! فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ولا تَسرقنَ». فقالت: يا رسول الله، إني أصيب من مال أبي سُفيان. فرخّص لها (١). (١٤/ ٤٢٨)

٧٦٥٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: لَمّا فرغ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِن بيعة الرجال وهو جالس على الصفا، وعمر بن الخطاب? أسفل منه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أُبايعكُنّ على أن لا تُشركنَ بالله شيئًا». وكانت هند بنت عُتبة امرأة أبي سُفيان منتقبة مع النساء، فَرفعتْ رأسها، فقالت: واللهِ، إنك لتأخذ علينا أمرًا ما رأيتُكَ أخذْتَه على الرجال، فقد أعطيناكه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ولا يَسْرِقْنَ}. فقالت: واللهِ، إني لَأصيب من مال أبي سُفيان هَنات، فما أدري أتُحِلُّهُنَّ لي أم لا؟ فقال أبو سُفيان: نعم، ما أصبتِ مِن شيء فيما مضى وفيما غير فهو لكِ حلال. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإنكِ لَهند بنت عُتبة». فقالت: نعم، فاعفُ عما سلف عفا الله عنك. ثم قال: {ولا يَزْنِينَ}. قالت: وهل تزني الحُرّة؟! ثم قال: {ولا يَقْتُلْنَ أوْلادَهُنَّ}. فقالت: ربّيناهم صغارًا وقتلتموهم كبارًا، فأنتم وهم أعلم. فضحك عمر بن الخطاب حتى استلقى، ويقال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحك من قولها، ثم قال: {ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أيْدِيهِنَّ وأَرْجُلِهِنَّ} ... قالت: واللهِ، إنّ البُهتان لَقبيح، ولبعض التجاوز أمثل، وما تأمر إلا بالرّشد ومكارم الأخلاق (٢) [٦٥٨٨]. (ز)

{وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ}

٧٦٥٩٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ


[٦٥٨٨] قال ابنُ عطية (٨/ ٢٨٧ - ٢٨٨): «اختَلفت هيئات مبايعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء بعد الإجماع على أنه لم تمسّ يده يد امرأة أجنبية، فيُروى عن عائشة وغيرها أنه بايع باللسان قولًا، وقال: «إنما قَوْلي لمائة امرأة كقَوْلي لامرأة واحدة». وقالت أسماء بنت يزيد: كنتُ في النسوة المُبايعات فقلت: يا رسول الله، ابسُط يدك نبايعك. فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: «إني لا أصافح النساء، لكن آخذ عليهنّ ما أخذ الله عليهنّ»». ثم نقل أنّ النّقاش ذكر حديثًا أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مدّ يده مِن خارج بيتٍ، ومدّ نساء من الأنصار أيديهنّ من داخله، فبايعهنّ، ثم علَّق بقوله: «وما قدمتُه أثْبت».

<<  <  ج: ص:  >  >>