ورَجَّحَ ابنُ جرير (٦/ ٦٦٣ بتصرف) استنادًا إلى اللغة قراءة الضمّ، فقال: «أولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ ذلك بضم الميم؛ لِما وصفنا مِن أنّ ما كان من الفعل بناؤه على أربعة في» فَعَل «فالمصدر منه» مُفْعَل «، وأنّ» أدخل «و» دحرج «» فَعَل «منه على أربعة، فـ» المُدخل «مصدره أولى من» مَفْعَل «، مع أنّ ذلك أفصح في كلام العرب في مصادر ما جاء على» أفْعَل «، كما يقال: أقام بمكان فطاب له المُقام. إذ أريد به الإقامة، وقام في موضعه فهو في مَقام واسع. كما قال -جل ثناؤه-: {إنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أمِينٍ} [الدخان: ٥١]، من قام يقوم. ولو أريد به الإقامة لقرئ: إن المتقين في مُقام أمين، كما قرئ: {وقُلْ رَبِّ أدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} [الإسراء: ٨٠] بمعنى: الإدخال، والإخراج. ولم يبلغنا عن أحد أنه قرأ: مَدخل صدق، ولا: مَخْرج صدق بفتح الميم».