للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٩٧ - قال مقاتل بن سليمان: لَمّا سمع أبو ياسر بن أخْطَب اليهودي بهؤلاء الآيات قال لأخيه جُدَيّ بن أخطب: لقد سمعتُ من محمد كلمات أنزلهن الله على موسى بن عمران. فقال جُدَيٌّ لأخيه: لا تَعْجَل حتى تَتَثَبَّتَ في أمره. فعَمَدَ أبو ياسر وجُدَيُّ ابنا أخْطَب، وكعب بن الأشرف، وكعب بن أُسَيْد، ومالك بن الضَّيْف، وحُيَيّ بن أخْطَب، وسعيد بن عمرو الشاعر، وأبو لُبابة بن عمرو، ورؤساء اليهود، فأتَوُا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال جُدَيٌّ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا القاسم، أخْبَرَني أبو ياسر بكلمات تقولهنَّ آنفًا. فقرأهنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال جُدَيٌّ: صدقتم، أمّا {الم (١) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (٢) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} فنحن هم، وأما {الذين يؤمنون بما أنزل إليك} فهو كتابك، {وما أنزل من قبلك} فهو كتابنا، {وبالآخرة هم يوقنون (٤) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} فأنتم هم، قد آمنتم بما أُنزِل إليكم وإلينا، وآمنتم بالجنة والنار، فآيتان فينا، وآيتان فيكم. ثم قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: نَنشُدُكَ بالله أنّها نزلت عليك من السماء؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أشهد بالله أنها نزلت عَلَيَّ من السماء». فذلك قوله سبحانه في يونس [٥٣]: {ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي}، يعني: ويستخبرونك أحق هو؟ {قل إي وربي} يعني: بلى وربي، {إنه لحق} ... (١). فآيتان من أول هذه السورة نزلتا في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - المهاجرين والأنصار، والآيتان اللتان تلِيانِهِما نزلتا في مشركي العرب، وثلاث عشرة آية في المنافقين من أهل التوراة (٢). (ز)

٢٩٨ - عن سفيان الثوري: نزلت أربعُ آيات من أول البقرة في نعت المؤمنين، وثلاث آيات في نعت الكافرين، وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين (٣). (ز)

{ذَلِكَ}

٢٩٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {ذلك الكتاب}، قال: هذا الكتاب (٤). (١/ ١٢٨)


(١) ذكر هنا القصة بطولها بنحو ما في حديث جابر بن عبد الله بن رِئاب السابق في حساب الجُمَّل، ثم أورد أيضًا نزول أول سورة آل عمران لنفس السبب.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٨٤ - ٨٨.
(٣) تفسير سفيان الثوري ص ٤١.
(٤) أخرجه ابن جرير ١/ ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>