٢٥١٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله:{وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا} أي: بصاحبكم رسول الله، ولكنه إليكم خاصة، {وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا}: لا تُحَدِّثوا العرب بهذا، فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم، فكان منهم. فأنزل الله:{وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وإذا خَلا بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ قالُوا أتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ}(١). (١/ ٤٢٨)
٢٥١٥ - عن عِكْرِمة مولى ابن عباس -من طريق الحَكَم بن أبان-: أنّ امرأة من اليهود أصابت فاحشة، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبتغون منه الحكم رجاء الرخصة، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عالِمَهم، وهو ابن صُورِيا، فقال له:«احكم». قال: فجبِّهُوه -والتَّجْبِيَة: يحملونه على حمار، ويجعلون وجهه إلى ذَنَب الحمار-. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبِحُكْمِ الله حَكَمْتَ؟». قال: لا، ولكن نساءنا كُنَّ حِسانًا، فأسرع فيهنَّ رجالُنا، فغَيَّرنا الحكم. وفيه أُنزلت:{وإذا خلا بعضهم إلى بعض} الآية. إنهم غيَّروا الحكم منذ ستمائة سنة (٢). (١/ ٤٣٠)
٢٥١٦ - عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: نزلت هذه الآية في ناس من اليهود، آمنوا ثم نافقوا، فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عُذِّبوا به، فقال بعضهم لبعض:{أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} من العذاب ليقولوا: نحن أحب إلى الله منكم، وأكرم على الله منكم (٣)[٣٢٢]. (١/ ٤٣٠)
[٣٢٢] وجَّه ابنُ عطية (١/ ٢٦١) تفسير السدي بقوله: «و {فتح} على هذا التأويل بمعنى: حكم».