٨٢١٦٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك، وعطية العَوفيّ- قوله:{فاليَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضْحَكُونَ عَلى الأَرائِكِ يَنْظُرُونَ}، قال: يعني: السُّرر المرفوعة عليها الحجال. وكان ابن عباس يقول: إنّ السُّور الذي بين الجنة والنار يُفتح لهم فيه أبواب، فينظر المؤمنون إلى أهل النار، والمؤمنون على السُّرر ينظرون كيف يُعذَّبون، فيضحكون منهم، فيكون ذلك مما أقرَّ الله به أعينهم، كيف ينتقم الله منهم (٢). (ز)
٨٢١٧٠ - عن كعب الأحبار -من طريق قتادة- {فاليَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضْحَكُونَ}، قال: إنّ بين أهل الجنة وأهل النار كُوًى، لا يشاء الرجل مِن أهل الجنة أن ينظر إلى عدوّه مِن أهل النار إلا فعل (٣). (١٥/ ٣١١)
٨٢١٧١ - قال الحسن البصري:{فاليَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضْحَكُونَ} هذه -واللهِ- الدُّولة الكريمة التي أدال الله المؤمنين على المشركين في الآخرة، فهم يضحكون منهم، وهم مُتّكئون على فُرُشهم ينظرون كيف يُعذَّبون، كما كان الكفار يضحكون منهم في الدنيا، والجنة في السماء (٤). (ز)
٨٢١٧٢ - عن أبي صالح باذام -من طريق الكلبي- في قول الله -جل وعز-: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}[البقرة: ١٥]، قال: يُقال لأهل النار وهم في النار: اخرجوا، ويُفتح لهم
[٧٠٩٠] قال ابنُ عطية (٨/ ٥٦٦): «وأمّا الضمير في:» رأوا «وفي {قالُوا} قال الطبري وغيره: هو للكفار. والمعنى: أنهم يرمون المؤمنين بالضلال، والكفار لم يُرسلوا على المؤمنين حفظة لهم. وقال بعض علماء التأويل: بل المعنى بالعكس، وإنّ معنى الآية: وإذا رأى المؤمنون الكفار قالوا: إنهم لضالون، وهو الحق فيهم، ولكن ذلك يثير الكلام بينهم، فكأن في الآية حضًّا على الموادعة، أي: أنّ المؤمنين لم يُرسلوا حافظين على الكفار، وهذا كله منسوخ على هذا التأويل بآية السيف».